استفاد الواصلون المغاربة إلى جزر الكناري عبر قوارب الهجرة غير النظامية، على امتداد الأيام القليلة الماضية، من حرية تنقلات وتسامح من السلطات الإسبانية، التي ضمنت لهم الاستقرار هناك وعدم ترحيلهم صوب المملكة.
وبعد ما يقرب الشهر من السكن بمخيمات مينائية نصبتها السلطات، وفنادق بالجزر المتفرقة، سمح لهؤلاء المهاجرين بالخروج والسفر صوب الجزر الأخرى؛ لكن بعد تحقيقات طويلة، أجريت معهم أثناء فترة مقامهم بالمخيمات القاسية.
وتمكن مهاجرون غير نظاميين، تحدثت إليهم هسبريس، من التنقل من لاس بالماس إلى فيرتيفانتورا، عبر الطائرة، دون إجراءات تذكر على مستوى المطار؛ فيما منع آخرون من السفر صوب المدينة الباسكية بلباو، بسبب شكوك السلطات في سلوكاتهم.
وعكس اختيارات السلطات الكنارية، التي تعمل خلال السنوات الماضية، على إعادة المهاجرين غير النظاميين المغاربة فورا، استفاد من ركبوا قوارب الموت هذا العام من معاملة استثنائية بتوفير المسكن وكافة اللوازم الضرورية.
وتتجول أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين المغاربة داخل التراب الكناري، متحينة الفرصة من أجل التنقل صوب مدن إسبانية؛ ما جعل مصادرنا من داخل الجزر تجزم بصعوبة إحصاء العدد، الذي تنقل انطلاقا من السواحل الجنوبية صوب الجزر الجعفرية؛ فعلى امتداد الأسابيع القليلة الماضية، عرفت المنطقة موجة تنقلات غير شرعية كبيرة صوب إسبانيا عبر السواحل الجنوبية للمملكة.
وتشهد جزر الكناري، بكبرى حواضرها لاس بالماس، وصول عدد كبير من القوارب، وفق شهادات ناجين تحدثت إليهم هسبريس، والانطلاقة عادة ما تكون من سواحل مدينتي طانطان والداخلة التي تتقاطر منها قوارب تمكنت البحرية الملكية من إنقاذ بعض ركابها.
وتؤكد تصريحات رسمية إسبانية أنه خلال هذا العام فقط، من يناير إلى نونبر المنصرم، وصل إلى جزر الكناري 555 قاربا يحمل مهاجرين غير نظاميين، بمجموع حوالي 17000 مهاجر”.
وتسبب هذا التحول الجديد في مشاكل كثيرة؛ أبرزها الازدحام داخل المخيمات التي تم تجهيزها لاستقبال المهاجرين ومراكز الإيواء، ما اضطر المصالح الإسبانية تتحدث عن فتح 17 فندقا لإيواء هؤلاء المهاجرين.