الأحد 20 دجنبر 2020 – 17:39
بخلاف سفراء أمريكا السابقين، الذين كانوا يكتفون بالجملة الدبلوماسية التي تقول: “موقف أمريكا ثابت من نزاع الصحراء”، كلما طرح عليهم سؤال القضية الوطنية المغربية، رسم السفير الأمريكي الجديد دافيد فيشر لنفسه مكانا مميزا عند المغاربة بمبادرته إلى إعلان اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية خريطة المغرب كاملة؛ وهي مبادرة لا يمكن أن يقوم بها السفير بشكل تلقائي لو لم يكن هناك مجهود في الكواليس.
وبخلاف سفراء سابقين، حرص السفير فيشر، الذي يظهر بين الفينة والأخرى رفقة زوجته في العاصمة الرباط بعيدا عن إجراءات البرتوكول، على إظهار احترام خاص لمعتقدات المغاربة منذ أول زيارة ميدانية خصصها لمسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، مع رافق ذلك من تعريف بالسفير على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للسفارة، حيث ظهر فيشر وهو يصف المغرب بـ”أحد أقدم حلفاء أمريكا”.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي كما هي العادة صادق على تعيين السفير فيشر في الرباط بعد عملية معقدة اجتاز فيها كافة الاختبارات بنجاح. وربما لا يعلم كثير من المغاربة أن هذا الدبلوماسي الأمريكي يعد أحد المقربين من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لذلك لم يكن غريبا توافق الرأي بينهما في ما يتعلق بالقضية الوطنية.
وقد كتبت الصحافة الأمريكية أن دافيد فيشر تبرع لصالح الحملة الرئاسية لدونالد ترامب بمبلغ 250 ألف دولار، في تصرف لا يعد غريبا عن رجل أعمال يسير إحدى أعرق شركات بيع السيارات الفخمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحتى الآن تسير مهمة السفير الأمريكي في الرباط بهدوء، مثل هدوئه الشخصي؛ بينما كان الوسط الدبلوماسي مرتابا من تعيين سفير لترامب في الشهور الأخيرة من ولايته الرئاسية. لكن السفير فيشر والرئيس دونالد ترامب أثبتا أنهما أحسن اختيار للمغرب.