الأحد 20 دجنبر 2020 – 17:38
الإسلام دين الرحمة، والمسلمون يقولون: “اذكروا أمواتكم بخير”، لكن الشيخ السلفي الذي ارتبط اسمه بالإرهاب عمر الحدوشي اختار لغة ساقطة ليعلق على وفاة المواطن الصحافي صلاح الدين الغماري، وليته سكت ولم يقل ما قاله في حق صحافي لفظ أنفاسه وهو بصدد تحضير برنامج ليسمع به “صوت الناس” في زمن الجائحة.
الحدوشي نموذج للشيخ السلفي الذي خرج من السجن رغم أنه لم يقم بأي مراجعة فكرية، ونموذج لمعتقل سابق في أشهر ملف إرهابي بالمغرب حصل على العفو الملكي ولم يغير لغته المتطرفة، التي تنطلق من كونه مازال يشكك في أحداث 16 ماي، ومازال يهاجم مخالفيه في الرأي، بغض النظر عن مواقعهم؛ ورغم أن وسائل الإعلام تنشر تصريحاته الخطيرة بين الفينة والأخرى، إلا أنه يعتبر نفسه “ممنوعا”، بدعوى وجود ما سماها صفقة مع السلطات لكي يستفيد من العفو.
ولم يسلم من لسان الحدوشي حتى زملاؤه السابقون في السجن، ممن كانوا محسوبين على صفوف السلفية الجهادية؛ حتى إنه وصف زميله السابق عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) بـ”الإمعة الذي يخطب ود الملحدين”، وهو واحد من الخطابات الخطيرة التي تلقى رواجا في صفوف المتطرفين. لذلك لا غرابة أن يكون الحدوشي واحدا ممن عرض عليهم الالتحاق بصفوف داعش ومبايعة أبو بكر البغدادي (..).
يحرص الحدوشي على إحاطة نفسه ببعض أتباعه، كما يواصل استغلال المواقع ليروج لخطاب موغل في الحقد والكراهية وسط المجتمع. ولحسن الحظ أن مجتمع اليوم ليس هو مجتمع ما قبل سنة 2003.