بالدرجة نفسها من “الصرامة” التي تعاملت بها خلال بداية الجائحة، تعود السلطات المغربية إلى فرض سياسة “الإغلاق” في جل المدن المغربية مع تشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية بعد ظهور طفرة جديدة لـ”كوفيد 19″ في دول قريبة جغرافيا من المملكة؛ وهو ما دفع الحكومة إلى إقرار ”الإغلاق” لمدة 3 أسابيع.
وتقوم السلطات المحلية بحملات مكثفة وتنقلات روتينية في عدد من المدن المغربية من أجل تنزيل توصيات وزارتي الصحة والداخلية بعدم السماح للمواطنين بالخروج واختراق حالة الطوارئ الصحية التي تشهدها البلاد، وقد تفاعل المواطنون بشكل إيجابي مع قرار السلطة التنفيذية، بحيث لم تشهد غالبية المدن أية انفلاتات أو تجاوزات.
وفرضت السلطات المحلية على المتاجر والمطاعم والمقاهي إغلاق محلاتهم على الساعة التاسعة ليلا، مع فرض حظر التجول الليلي؛ وهو ما تفهمه غالبية المواطنين الذين تفاعلوا إيجابا مع قرار الحكومة، في انتظار بدء عملية التطعيم الوطنية التي من المقرر أن تنطلق قريبا.
ودخل المغرب مرحلة “ترويض” الفيروس بإعلانهِ فتحَ عملية تطعيم “وطنيّة” في وجهِ المغاربة، بعدما أثبتت نتائج الدّراسات السريرية المنجزة أو التي توجد قيد الإنجاز سلامة وفعالية ومناعة اللقاح الصّيني، الذي يبدو أنّه يحملُ في طيّاتهِ مؤشّرات إيجابية على الرّغم من التّحذيرات المحيطة به.
ويبدو أنّ التّطورات الأخيرة التي شهدتها بعض الدّول مع ظهور طفرة حديثة للفيروس دفعت السّلطات المغربية إلى إعادة الحجر الصّحي الجزئي في عدد من المدن؛ بينما تستعد السّلطات الصّحية لبدء عملية التّلقيح، حيث ستشمل 80 في المائة من المغاربة، على مدى ثلاثة أسابيع.
وقررت الحكومة، ابتداء من الأربعاء 23 دجنبر الجاري على الساعة التاسعة ليلا، ولمدة 3 أسابيع، اتخاذ إجراءات احترازية مشدّدة؛ من قبيل إغلاق المطاعم والمقاهي والمحلات التّجارية الكبرى.
وأظهرت مصالح وزارة الدّاخلية ومختلف أجهزتها المركزية والمحلية، خلال الآونة الأخيرة، جدّية كبيرة لتطويق الفيروس ومنع انتشاره، بعد تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات وسطَ المغاربة؛ وهو ما حتّم على الحكومة اتخاذ تدابير وقائية صارمة و”مشدّدة” للتّحكم في مسارات الوضع الوبائي في المملكة.
ودفعَ الوضعُ “الضّبابي” في عدد من المدنِ المغربية التي تشهد إصابات مرتفعة بالفيروس، كطنجة ومراكش والدّار البيضاء، إلى اتباع سياسة “الإغلاق التّام” لتجاوزِ مخلّفات الأزمة الصّحية؛ بينما يترقّب المتتبّعون كيفية تعاطي الدّولة مع الجائحة في حالة تدهور الوضع الوبائي في البلاد.