يتوجه فريق مكون من عشرة أفراد من منظمة الصحة العالمية الى مدينة ووهان الصينية في يناير المقبل حيث ظهرت الإصابات الأولى قبل 12 شهراً من وباء كورونا الذي اجتاح العالم وتسبب بأزمتين عالميتين صحية واقتصادية.
ويتألف الفريق من عشرة علماء (من الدنمارك والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا وروسيا وفيتنام وألمانيا والولايات المتحدة وقطر واليابان)، مشهود لهم بخبراتهم على أصعدة مختلفة، ومهمتها هي اكتشاف منشأ الفيروس وطريقة انتقاله إلى الإنسان. ومن بين أعضاء الفريق القطري فرج المبشر رئيس برنامج مكافحة الأمراض المعدية في منظمة الصحة العالمية.
واللافت أن عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن لم يتم اختياره من ضمن الوفد. وقد غرد دروستن: « أتساءل » كيف تم اختيار أعضاء الوفد:
بيد أن الوفد يضم زميله الألماني فابيان ليندرتز من معهد روبرت كوخ الذي يعد الهيئة المركزية لمكافحة الأمراض في ألمانيا. وليندرتز البالغ 48 عاماً خبير في الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المعدية التي تعبر الحواجز بين الكائنات.
الهدف ليس البحث عن « مذنبين »
وقال فابيان ليندرتز إن التحقيق يرمي الى استكشاف كل المسارات ولا يتوخي البحث عن أطراف « مذنبة »، مضيفاً « هذا يتعلق بفهم ما حدث لتجنب حدوثه مجدداً في المستقبل، ولتقليل المخاطر ».
وأردف أن « الاجتماعات التي أجريناها حتى الآن مع زملائنا الصينيين كانت مثمرة وجيدة للغاية ». وأضاف « انطباعي في هذه اللحظة أن الصينيين ليس فقط في الحكومة بل أيضاً على المستوى الشعبي مهتمون للغاية بمعرفة ما الذي حدث ».
وأضاف « نبدأ في ووهان لأنه هنا تتوافر البيانات الأكثر دقة، ومن هناك نتبع المسارات إلى حيث تقودنا ». وإذ أقر بأنه « كلما كانت المسارات أحدث، كان ذلك أفضل »، أكد الطبيب البيطري المتمرس أنه حتى بعد مرور عام « لا يزال بالإمكان حصر السيناريو ». ولفت الى أن كل المسارات تبقى مفتوحة من حيث التحليل العلمي.
هل تبقى السياسة بعيدة؟
وكان عالم أوبئة من منظمة الصحة العالمية قد زار الصين في يوليوز في مهمة استطلاعية لوضع الأسس لتحقيق دولي أوسع. ومنذ نهاية أكتوبر، عقد العلماء العشرة اجتماعات افتراضية منتظمة مع علماء صينيين يعملون على القضية نفسها.
وفي حين يعتقد العلماء بشكل عام أن الخفافيش كانت النوع المضيف للفيروس، فإن الحيوانات الوسيطة بين الخفافيش والبشر لا تزال مجهولة.
وأورد ليندرتز إن الفريق سيعود « بالزمن إلى الوراء » عبر فحص العينات البشرية المختلفة التي تحتفظ بها السلطات الصينية، ومجموعة الأمصال من المتبرعين بالدم لمعرفة ما إذا كان الناس عرضة للفيروس قبل تسجيل مجموعة الإصابات الأولى في ديسمبر 2019. وهناك مقاربة أخرى لتحديد الدور الذي لعبه سوق اللحوم في ووهان، حيث يتم شراء وبيع حيوانات متنوعة وحية.
وقال الخبير في علم الأوبئة للكائنات الدقيقة الشديدة العدوى إنه « متأكد من أننا سنكتشف بطريقة أو بأخرى ما حدث ». لكنه أضاف أن الإجابة « قد تستغرق بعض الوقت »، بدون تحديد إطار زمني للتحقيق، معربا عن أمله أن تبقى السياسة « بعيدة قدر الإمكان » عن المهمة.
واتهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الصين بالتستر على التفشي الأول للوباء، معتبراً منظمة الصحة العالمية « دمية » في يد بكين.