على الرغم من وصول الرجاء والوداد، قطبي كرة القدم المغربية، إلى المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال إفريقيا في الموسم المنقضي؛ فإن محاولة كل منهما باءت بالفشل في العودة إلى منصة التتويج باللقب الغالي، فيما حفظ نهضة بركان ماء وجه الكرة المغربية على الساحة الإفريقية.

وفي المقابل، صال اللاعب أشرف حكيمي في الملاعب الأوروبية خلال الشهور الماضية، ليضيف نجاحا كبيرا للكرة المغربية في 2020 علما بأن المنتخب المغربي أيضا حقق قفزة جيدة في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وشق الرجاء والوداد، قطبا كرة القدم في الدار البيضاء، طريقهما إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال الإفريقي وبدا كل منهما مرشحا على الأقل لبلوغ المباراة النهائية؛ لكنهما سقطا سويا في المربع الذهبي أمام الزمالك والأهلي، قطبي كرة القدم المصرية، قبل أن يتوج الأخير باللقب من خلال الفوز على جاره ومنافسه التقليدي العنيد الزمالك في المباراة النهائية للبطولة.

وربما كان بلوغ الفريقين سويا إلى المربع الذهبي بمثابة نتيجة جيدة للكرة المغربية في عام 2020، الذي شهد تأثيرا كبيرا لأزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد على العديد من الأنشطة؛ ومنها بالطبع قطاع كرة القدم.

ولكن إخفاق كل منهما في المربع الذهبي والخسارة أمام قطبي الكرة المصرية ذهابا وإيابا أفسد ما حققه الفريقان على مدار الأدوار المختلفة للفريقين.

وكان الوداد مرشحا بقوة للفوز باللقب بعد خسارته نهائي البطولة في عام 2019 أمام الترجي التونسي، بعد مباراة الإياب التي شهدت الأزمة الشهيرة والخاصة بنظام حكم الفيديو المساعد (فار) في نهائي البطولة.

ولكن الفريق سقط على ملعبه أمام الأهلي 0 / 2 ذهابا، ثم خسر 1 / 3 أمام الأهلي في القاهرة إيابا.

ولم يكن الحال أفضل كثيرا بالنسبة إلى الرجاء الذي واجه الزمالك في الدور قبل النهائي بعد أيام قليلة من التتويج بلقب الدوري المغربي للمرة الأولى، بعد غياب دام لسبع سنوات وللمرة الثانية عشرة في تاريخه. وخسر الرجاء 0 / 1 على ملعبه ذهابا، ثم سقط أمام الزمالك 1 / 3 في القاهرة إيابا.

ولكن فوز فريق نهضة بركان بلقب كأس الكونفدرالية كان بمثابة حفظ ماء الوجه والتعويض الجيد للكرة المغربية عن إخفاق قطبي الدار البيضاء.

وجاء تتويج نهضة بركان بلقب الكونفدرالية بعد الفوز على بيراميدز المصري 1 / صفر، بعدما خسر نهضة بركان أمام الزمالك المصري بركلات الترجيح في نهائي البطولة نفسها بالموسم السابق 2018 / 2019.

وكان تتويج نهضة بركان باللقب هو أفضل هدية يقدمها الفريق لجماهيره، قبل الاحتفال في العام المقبل بمرور 50 عاما على تأسيسه في 1971.

وأنهى المنتخب المغربي العام الحالي في المركز الـ35 بالتصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في وقت سابق من دجنبر الحالي، بعدما كان في المركز الـ43 في تصنيف نهاية عام 2019.

وأصبح هذا هو أفضل مركز للمنتخب المغربي (أسود أطلس) منذ أنهى الفريق، عام 2004، في المركز الـ33 بالتصنيف.

وسطع اللاعب أشرف حكيمي، خلال 2020، مع فريقي بوروسيا دورتموند الألماني وأنتر ميلان الإيطالي.

وشهدت الشهور الأولى من العام الحالي مواصلة اللاعب لتألقه مع دورتموند، الذي لعب له في الموسمين الماضيين على سبيل الإعارة من ريال مدريد الإسباني.

وإلى جانب مشاركته بانتظام مع الفريق، حقق حكيمي رقما قياسيا في البوندسليجا؛ فقد أكدت البيانات والإحصائيات أنه أصبح أسرع لاعب في تاريخ الدوري الألماني (بوندسليجا) منذ بدء جمع وتحليل البيانات في موسم 2011 / 2012 بعدما بلغت سرعته 36.20 كيلومترا / ساعة خلال مباراة فريقه أمام لايبزغ والتي انتهت بالتعادل في أواخر عام 2019، ثم حسن اللاعب هذا الرقم القياسي خلال مباراة الفريق أمام يونيون برلين في فبراير الماضي حيث رفع سرعته إلى 36.49 كيلومترا / ساعة.

وفي نهاية الموسم الماضي، أشارت الإحصائيات إلى أن اللاعب خاض 33 مباراة من 34 مباراة لفريقه في البوندسليجا، وكان أساسيا في 29 منها، علما بأن المباراة الوحيدة التي غاب عنها كانت بسبب الإيقاف نتيجة الإنذارات.

وسجل حكيمي خمسة أهداف وصنع عشرة أهداف لزملائه في الموسم الماضي للبوندسليغا، كما سجل أربعة أهداف في ثماني مباريات خاضها مع الفريق في دوري أبطال أوروبا.

وأصبح الدولي المغربي هدفا لأنتر ميلان الإيطالي، الذي بدأ تنفيذ مشروع إعادة بناء فريقه لاستعادة أمجاد الماضي. وانتقل حكيمي إلى انتر بعقد يمتد لخمس سنوات، مقابل 40 مليون يورو للريال.

وواصل حكيمي تألقه من خلال فريق أنتر، حيث خاض جميع المباريات الـ14 التي خاضها الفريق في الدوري الإيطالي بالموسم الحالي حتى الآن وكان أساسيا في ثماني مباريات منها.

وخلال هذه المباريات، سجل حكيمي أربعة أهداف وصنع مثلها لزملائه، كما صنع لهم هدفا في المباريات الخمسة التي خاضها مع الفريق بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

وفي المقابل، وعلى الرغم من تألقه بشكل هائل في المواسم الماضية مع أياكس الهولندي، وخاصة في موسم 2018 / 2019 الذي سجل خلاله 16 هدفا في 29 مباراة خاضها مع الفريق بالدوري الهولندي ووصل معه إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال الأوروبي؛ فإن حكيم زياش سقط ضحية للإصابات منذ انتقاله إلى تشيلسي الإنجليزي في بداية الموسم الحالي، حيث شارك في سبع مباريات فقط للفريق من بين 15 مباراة خاضها بالدوري الإنجليزي.

وخلال هذه المباريات، سجل زياش هدفا وصنع ثلاثة أهداف لزملائه، كما شارك في خمس من المباريات الست للفريق بدور المجموعات لدوري الأبطال الأوروبي وسجل فيها هدفا واحدا للفريق.

hespress.com