يشتكى آباء وأولياء عدد من التلاميذ المتحدرين من قبيلة أيت ويرار، التابعة لجماعة تنانت بإقليم أزيلال، من استثناء تلامذتهم من الاستفادة من خدمات حافلات النقل المدرسي، الخاصة بالمستويين الإعدادي والثانوي أثناء وقت الغذاء.

وأوضح الدحماني سعيد، من أبناء المنطقة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تلامذة الدوار، على عكس باقي القرى المجاورة، يقضون اليوم كله بمركز تنانت في ظروف صعبة بسبب قلة الحافلات، لافتا الانتباه إلى أن من بين هؤلاء من يبقى 12 ساعة خارج البيت، ما يحرمهم من وجبة الغذاء والراحة النفسية.

وأضاف الدحماني، الذي ذكر أنه سبق وأن راسل عبر “الإيمايل” رئيس الحكومة حول الموضوع، أن تلامذة أيت ويرار يجدون أنفسهم ملزمين بالذهاب إلى مؤسساتهم التعليمية عند السابعة صباحا حتى ولو لم تكن لهم حصص دراسية خلال الصباح، كما يضطر غير المتمدرسين بعد الزوال إلى انتظار السادسة مساء، ما يتسبب في إرهاق التلاميذ ويؤثر سلبا على مردوديتهم.

وبخصوص عدم كفاية الوقت لتنقل حافلات النقل المدرسي بين المؤسسة والدوار خلال وجبة الغذاء، أبرز المتحدث ذاته أن تلامذة دواوير تابعة لجماعتي واولى وأيت ماجطن، يستفيدون من هذه الخدمة بين الفترتين، كما أن نفس النقل المدرسي، الذي ينقل تلامذة أيت ويرار، هو عينه الذي ينقل أبناء دوار أيت أمراس ويعيدهم لتناول الغذاء، ما يعني أن حل هذا المشكل لا يمكن أن يتم دون تخصيص نقل مدرسي خاص بهؤلاء التلاميذ حفاظا على سلامتهم وراحتهم.

من جانبه، قال مصطفى هنين، واحد من الآباء، إن معاناة هؤلاء التلاميذ من أجل الدراسة لا تنتهي، خاصة خلال موسم التساقطات المطرية، لاسيما خلال فصل الشتاء المعروف ببرودة الجو، حيث يجد الكثيرون ممن لا يتوفرون على أقارب بمركز تنانت أنفسهم عرضة لقسوة البرد، ناهيك عن ضعف وجبات الأكل وغياب فضاءات للمراجعة خارج أوقات الدراسة.

وأضاف المتحدث أن بعض الأسر باتت تفضل منع أبنائها من الدراسة، على أن تتركهم عرضة لتداعيات هذا الواقع القاسي، خاصة بعدما راج الحديث في الآونة الأخيرة عن أحداث التحرش والمضايقات، وتورط بعض التلاميذ الجانحين في تعاطي السجائر.

ويطالب المصرحون من عامل إقليم أزيلال ومن رئيس الجماعة التدخل، قصد تمكين هؤلاء التلاميذ من نقل مدرسي خاص، بغية الحد من الهدر المدرسي وتوفير مناخ ملائم للتعلم من شأنه أن يضمن تكافؤ الفرص بين المتعلمين.

وفي تعليقه على الموضوع، أوضح فطواكي مصطفى، رئيس جماعة تنانت، أن موضوع النقل المدرسي بدوار آيت ويرار سبق التداول فيه خلال دورة المجلس الأخيرة، واتضح أن الأمر يتعلق بضيق الوقت، مشيرا إلى أن السائق لا يمانع في إعادة التلاميذ أثناء الزوال، لكنه لا يتحمل مسؤولية تأخرهم عن الدروس.

ورحب الرئيس نفسه، بعدما أشار إلى صعوبة إيجاد حل في الوقت الراهن، بمقترحات كل من آباء وأولياء تلامذة أيت ويرار وأعضاء مكتب الجمعية التي بها تسيير حافلات النقل المدرسي، مضيفا أن المجلس مع مصلحة التلاميذ و”مهتم بالبحث عن حلول عاجلة لإنهاء معاناتهم”.

hespress.com