عقب التطوّرات السياسية والدبلوماسية الأخيرة بالبلاد، قالت اللجنة التحضيريّة الوطنية لحزب الحب العالمي إنّها تجدّد “الدعم المبدئيّ والوطني لمغربية الصحراء ولجهود الدولة المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد وللحلّ السلمي على قاعدة الحكم الذاتي”، وتشكر “الدولة الأمريكية على الإعلان الرئاسي بسيادة المغرب على صحرائه”.

ويضيف الحزب إنّه من منطلق الحب والإيكولوجيا اللذين يستلهم منهما فلسفته السياسية، وباستحضارِ “مبادئه وقيمه الكونية الداعية إلى الحب والسّلم والعيش المشترك في ظل احترام الاختلاف ونبذ الكراهية والعنصرية والحقد والإرهاب”، فإنّه يدعم أيضا “استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل لما فيه مصلحة البلدين ومنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط”.

وفي بيان لجنته التحضيرية، قال الحزب إنّه يدعم “موقف الدولة المغربية الثابت للحق الفلسطيني والمقدسات المسيحية والإسلامية”، ويرحّب بـ”عودة اليهود المغاربة إلى وطنهم والمساهمة في تنميته الشاملة إلى جانب إخوتهم المغاربة”.

في هذا السياق، يقول عبد الكريم سفير، المنسق الوطني، إن “حزب الحب الذي ينهج فلسفة قول الحقيقة وتثمين ما هو إيجابي وتجويد النقائص لا يمكنه أن يخادع الرأي العام الوطني والدولي؛ فما قامت به الدولة تحت قيادة رئيس الدولة في ملف الصحراء لا يمكن إلا الإشادة والتنويه به”.

ويزيد سفير في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “في نفس الوقت فنحن نصحّح الكثير من المغالطات التي ارتبطت بملف الصحراء والإعلان الرئاسي الأمريكي واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل؛ لأنّ فالمغرب الذي تجمعه علاقات وطنية وتاريخية واجتماعية بيهوده في إسرائيل، قام بما يجب القيام به دون تفريط في ثوابته الوطنية من القضية الفلسطينية التي يترأس أمير المؤمنين لجنة القدس المنبثقة أصلا عن مبادرة المغفور له الملك الحسن الثاني، كما أن المغرب من أول الداعمين لبيت مال القدس والمقدسيين”.

ويضيف في هذا السياق: “فلا داعي للمزايدة على الموقف المغربي ملكا وشعبا في هذا الملف”.

ويتحدّث المصرّح عمّا أسماه بـ”الكثير من الغوغائية والشعبوية العاطفية واليسارية والإسلامية” التي “لم تدرك حجم التحول في العلاقات الاستراتيجية للمغرب ولا تزال تعزف على نغمة القومية العربية والإسلامية التي عفا عنها الزمن”.

ثمّ يسترسل قائلا: “هذه القوى صارت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بإعادة النظر في مواقفها الجامدة، وأن تفتح أعينها على المستقبل فيما يخص قضية الصحراء أو قضية فلسطين والموقف من دولة إسرائيل”، بعدما “جرت مياه كثيرة تحت الجسر، والعالم يتجه في زمن كورونا إلى ما بعد كورونا، وهي حرب فيها خاسرون ومنهزمون، والحمد لله أن المغرب في صف المنتصرين”.

ويرى سفير أنّ ليس في استئناف المغرب علاقاته الرسميّة الدبلوماسية مع إسرائيل “أي نوع من الانخراط في مسلسل التطبيع مع دولة يعترف المنتظم الدولي بوجودها”؛ بل “كل ما في الأمر أن المغرب أوقف بكل جرأة ومسؤولية وفقا للأعراف الدبلوماسية علاقاته مع إسرائيل-كما يمكن أن يقع هذا مع أي دولة- لكن بعدما تبين له إعادة استئنافها فقد استأنفها وَفقا للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا؛ لأنّ المغرب دولة ذات سيادة راسخة في التاريخ والعلاقات الدبلوماسية ولا ينتظر أحدا كي يملي عليه ما يجب القيام به”.

وحول قضية الوحدة الترابية والوطنية للمملكة، يذكر منسق حزب الحب العالمي أنّ المغرب “بشهادة المنتظم الدولي ليس قوة احتلال كما يدعي خصوم وحدتنا الترابية، بل بلد في أرضه ويعمل على تنميتها من خلال مشاريع عملاقة؛ منها ما رأى النور على امتداد ما يقارب نصف قرن، ومنها ما هو مبرمج للسنوات المقبلة، وهو مجهود لا يمكن إلا تثمينه”.

hespress.com