محاولةً استثمار تراكم السنوات الماضية، ما تزال تنظيمات “فيدرالية اليسار الديمقراطي” تبث الروح في طموح “الوحدة” بعيد الاستحقاقات المقبلة، وذلك في حالة إزاحة كافة السجالات البينية التي طبعت المرحلة السابقة.

ومن المرتقب أن تندمج الأحزاب اليسارية الثلاثة في أجل أقصاه ستة أشهر بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2021، حسب ما أوصت به هيئتها التقريرية، وذلك باعتماد مؤتمرات استثنائية، قبل عقد المؤتمر الذي سيتم فيه اندماجها بشكل رسمي.

وستكون قيادات الفيدرالية أمام تحديات صعبة، خصوصا في ظل بروز خلافات الصدارة بين “الزعماء الثلاثة”، وتضرر الحزب الاشتراكي الموحد من مشاكله الداخلية، (تجميد عضويات-خلافات منيب مع بلافريج) خلال نقاش جدية فيروس كورونا.

وانتشر السجال الذي تطرحه الفيدرالية باسم “الخط الثالث”، وضمنه فهم مخالف للمخزن والإسلاميين، خلال حملتها الانتخابية السابقة، لكن النتائج لم تتجاوز حدود مقعد لعمر بلافريج في الرباط، وآخر لمصطفى الشناوي في الدار البيضاء.

وكانت أحزاب “الاشتراكي الموحد” و”الطليعة الديمقراطي الاشتراكي” و”المؤتمر الوطني الاتحادي” قد شكّلت تحالفا فيما بينها تحت يافطة “فيدرالية اليسار الديمقراطي” في أواخر شهر يناير سنة 2014، كخطوة لـ”إعادة بناء اليسار المغربي”.

علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أورد أن الاندماج كان مطروحا قبل انتخابات سنة 2021، لكن سياقات الجائحة أوقفت التحضيرات، مؤكدا اقتناع الجميع بضرورة الخروج ببديل يساري يعوض كل فاقدي المصداقية.

وأضاف بوطوالة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “انتخابات 2021 مهدت لتحالف بين الأطراف، والآن هناك حاجة جماعية لهذا الأمر، خصوصا بالتحاق مجموعات أخرى”، مقللا من شأن القراءات التي ترجح كفة الاشتراكي الموحد داخل التنظيم المنشود.

وأوضح القيادي اليساري أن تنظيمات الفيدرالية جميعها متساوية، وبعد الاندماج ستكون أدوات الديمقراطية الداخلية حاضرة، مسجلا أنه “منذ 2017 واللجان تشتغل وتتدارس كافة النقاط التي يختلف فيها الأعضاء”، معطيا تفسيرات عدة لتأخير الاندماج إلى غاية ما بعد الانتخابات.

وأكمل بوطوالة تصريحه قائلا إن “التحضير للانتخابات وللاندماج أمر صعب، وبالتالي اختارت الأغلبية تحديد أفق معقول للعملية المرتقبة”، مشددا في السياق ذاته على حصول توافق بخصوص قضايا الهوية والخط السياسي للتنظيم المرتقب.

hespress.com