يعتبر حي مجمع الخير من الأحياء حديثة الإنجاز خلال العقدين الأخيرين بمدينة سطات، التجمع السكني الكبير الذي يضم شطرين فضلا عن منطقة “الفيلات”، يوجد في الجهة الشرقية للمدينة على مشارف الطريق السيار، تقطنه فئة كبيرة من المواطنين، غالبيتهم تنتمي إلى الطبقة المتوسطة والموظفين العموميين والمستخدمين بالقطاع الخاص، كرجال ونساء التعليم، وموظفي الأمن الوطني وإدارة السجون، والدرك الملكي، وموظفي قطاع الصحة والجماعات الترابية، والمحامين، وغيرهم.

هسبريس تلقت طلبات عدة لإثارة المشاكل المختلفة التي يعيشها سكان مجمع الخير، وقد قام طاقم الجريدة بجولة بالحي المذكور، ولاحظ غياب المرافق العمومية، كدار الشباب، والملحقة الإدارية، وملاعب القرب، وسوق نموذجي، وثانوية تأهيلية، وفضاءات خضراء، ونقص في الإنارة العمومية، وغياب علامات التشوير أو مطبات للحد من الحوادث.

في المقابل، رصدت هسبريس انتشار الدواب والكلاب الضالة، واحتلال الملك العمومي، ووجود باعة جائلين منتشرين قرب المسجد الذي لا يكفي للمصلين، حيث تختلط أصوات الباعة الجائلين مع صوتي المؤذن والإمام، وبالوعات مملوءة بالأحجار، وأسلاكا كهربائية عارية تشكل خطرا على حياة المواطنين، ونقصا في تسمية وترقيم الأزقة، وانتشار محلات صناعية مزعجة، كالتلحيم والمطالة والنجارة، في خرق سافر للقانون.

طارق جداد، رئيس الشبكة الجمعوية للمواكبة والتقييم بإقليم سطات، قال متأسفا في تصريح لهسبريس: “إن حي مجمع الخير كسائر الأحياء الجديدة في مدينة سطات، يشهد مجموعة من الإكراهات والنواقص من حيث بنية الاستقبال رغم الكثافة السكانية التي يأويها”.

وسجل طارق جداد غياب مجموعة من المرافق، كالسوق باعتباره مرفقا اجتماعيا، وهو ما أدى إلى وجود سوق عشوائي بالقرب من مسجد مجمع الخير، يسبب اكتظاظا وعرقة للسير ومشاكل عدة، فضلا عن انعدام المراكز الصحية، وعدم وجود بناية خاصة بالأمن الوطني أو السلطة المحلية.

ولاحظ الفاعل الجمعوي “اتساعا مهولا للعمران في مدينة سطات دون توفير المرافق العمومية والمستلزمات الضرورية، مع عدم وصول خطوط النقل الحضري إلى آخر نقطة في حي مجمع الخير، فضلا عن صعوبة الاستفادة من خدمات سيارات الأجرة الصنف الثاني في الوقت المناسب للتنقل إلى العمل أو إلى وسط المدينة، نظرا لبعد الحي وشساعته”.

واعتبر طارق جداد أن “مشكل نقص الإنارة في عدد من الأماكن في الحي يزيد الطين بلة ويفاقم معاناة السكان، ناهيك عن نقص سعاة البريد بالحي، بسبب عدم اكتمال ترقيم وتسمية الأزقة”، وسجل ضعف المؤسسات التعليمية للثانوي التأهيلي بالحي، في ظل تمركز أغلب الثانويات التأهيلية في وسط المدينة، وهو ما يقف حاجزا أمام متابعة الدراسة للمتعلمين والمتعلمات في بعض التخصصات البعيدة عن مقرات سكناهم.

وتحدث مصدر هسبريس عن انتشار الكلاب الضالة والحيوانات الشاردة ورعي الماشية بالحي المذكور، واعتبر “انتشار المحلات الصناعية المزعجة، كالتلحيم والنجارة والمطالة، أمرا خطيرا يشكل ضررا على صحة السكان وسلامتهم، رغم وجود قرارات الإغلاق من قبل المجلس الجماعي، في المقابل تعجز الشرطة الإدارية عن التنفيذ، وهو ما يطرح مجموعة من علامات الاستفهام في ظل معاناة الساكنة”.

وحول مرافق الشباب، أكد طارق جداد انعدام دار الشباب وملاعب القرب، وهو ما يدفع الشباب إلى ممارسة الرياضة أو لعب مقابلات في كرة القدم وسط مواقف السيارات أو الطرقات، معتبرا الحي مهمشا على مختلف المستويات، متسائلا عن وضعيته القانونية بقوله: “حنا ما عرفناش هذا الحي لمن تابع”.

واعتبر رئيس الشبكة الجمعوية للمواكبة والتقييم بإقليم سطات الأحياء الجديدة فرصة للتفكير في رفع الضغط على مركز المدينة في جميع الخدمات، وطالب بإنشاء المرافق العمومية والمراكز التجارية، والرفع من تنمية الحي بإنشاء الفضاءات الخضراء ومتنفسات للسكان وملاعب القرب.

لنيل رأي المجلس الجماعي لعاصمة الشاوية وبعض التوضيحات حول المشاكل التي يعيشها سكان حي مجمع الخير بسطات، ربطت هسبريس الاتصال برئيس المجلس، إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب، وحاولنا الاتصال مرات عدة برئيس لجنة المرافق العامة بالمجلس نفسه الذي عودنا على التواصل الدائم، إلا أن هاتفه كان خارج التغطية.

hespress.com