“جوطية المؤخرات” .. “سلعة المؤخرات” .. “عروض الثلاجات” .. ليست هناك أوصاف أكثر دقة من هذه لنعت ما تعرضه فئة من المغربيات، عازبات، متزوجات، مطلقات وأرامل، لمؤخراتهن أمام العلن ليشاهدها “اللي يسوا وما يسواش” على منصة “يوتيوب” الشهيرة.

المثير في “المسار الكرونولوجي” لفيديوهات “روتيني اليومي” أن زخمها القوي طفى على سطح الإنترنت (عادة الغسيل الوسخ هو ما ينشر في السطح)، أسابيع قليلة قبل تسجيل أول حالة لفيروس كورونا في البلاد.

وبعد ذلك، خمدت المؤخرات وتراجعت عن الظهور بشكل لافت، طيلة مرحلة الحَجر الصحي، لتعود إلى “الرج والهز” بعد أن انتهى الحجر وخرج الناس من بيوتهم.

حصل هذا كأن الرجال لما استقروا في بيوتهم، مرغمين لا أبطالا بسبب الجائحة، انطفأت جذوة المؤخرات النسائية، ولم تعد تحرك “ساكنا”، وعندما عادوا إلى الخروج لأشغالهم رجعت “الكهرباء” إلى تلك “الثلاجات”.

طوفان حقيقي يداهم “الطوندونس” المغربي خلال هذه الفترة، حيث شمرت كل من “هبت ودبت” على مؤخرتها (وليس ساعدها)، تحركها يمنة ويسرة، وتحرص على أن يكون اللباس شفافا لاصقا لتكتمل فصول “العرض الإباحي المحتشم”.

قد يقول قائل: “إنها حرية شخصية”. لكن هل من الحرية الشخصية عرض محتوى بليد ومبتذل، بدعوى نشر الغسيل أو كنس المنزل أو غسل الأواني، لكسب دريهمات من “عرق المؤخرة” (لا الجبين)؟

الشيء المثير الثاني في “فيديوهات الثلاجات” كون المعلقين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، الأول معلقون لا يخفون استمتاعهم بتلك “المفاتن”، وآخرون “يتسولون” باقي المعلقين للاشتراك في قنواتهم من أجل الاستماع إلى القرآن (كذا)، بينما يوجد معلقون يسبون ويشتمون “مولات الثلاجة”، وكأن أحدا آخر نقر ـ بدلا منهم ـ على حواسيبهم للبحث عن كلمة “روتيني اليومي”.

قمة النفاق و”الزواق” كما يقول المغاربة. ويتساوى في ذلك صاحبة “العرض الإيروتيكي الرخيص”، مع المتفرج الذي يشتم وهو “يفرك يديه” (حتى لا أقول شيئا آخر احتراما للقراء الكرام) فرحا بما ناله من “همزة مجانية لذيذة”.

ويحز في النفس حقا أن مثل هذه النماذج تلقى كل هذه “الحظوة” والمتابعة، عوض أن تجدها مغربيات بلغن مستويات محترمة من النجاح، لا يمكن إلا رفع القبعة لهن.

مثلا من سمع منكم بإسمهان الوافي التي عينت خلال سنة 2020 لأول مرة في تاريخ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في منصب كبير العلماء في هذه المنظمة الدولية، أو يسرى بميان التي توجت مؤخرا بجائزة “المهندسة المغاربية لسنة 2020″… وغيرهما من النماذج السامقة كثيرات.

hespress.com