يقدم المغاربة، في الآونة الأخيرة، بشكل كبير على تربية الكلاب، حيث يستثمر كثير من المواطنين في “رفقة حيوان” قريب من الناس، بأغراض تتجاوز الحراسة إلى الأنس، وفي مقدمة الأنواع “الكانيش” و”الهاسكي” وغيرها من الأصناف.

ولم تعد هذه “الهواية” تقتصر على الأثرياء فقط، حيث يجوب شوارع مدن عديدة شباب مرفوقون بكلاب، من مختلف الأصناف. كما يتناقش آخرون في مجموعات افتراضية حول مواضيع تربية وتنظيف وأكل ولعب الكلاب، لمن يتعامل معها للمرة الأولى.

وتتفاوت أثمنة الكلاب بالمغرب، حسب الفصيلة، وغيرها من التفاصيل؛ لكن تبقى شريحة واسعة تفضل الكلاب الصغيرة، لسهولة تدريبها وضبطها، فيما يختار آخرون فصيلة كبيرة الحجم، لأغراض الحراسة أو التفاخر بجودة الأنواع وأثمانها.

وتختلف الحاجات الاجتماعية لمربي الكلاب من فرد إلى آخر؛ فالكثير من النساء يخترن الكلاب عنصرا لتعزيز الأمان بالمنزل، لكن شبابا كثرا يقبلون على تربية الكلاب لأغراض اللعب والأنس وتغطية فراغات نفسية.

علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، أورد أن الحاجات الاجتماعية لمربي الكلاب تختلف من فرد إلى آخر؛ لكنها تلتقي في التحولات التي أصابت المجتمع المغربي وتأثره بثقافات أخرى تربي الكلاب بكثرة.

وأكد الشعباني، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس، أن المغاربة يربون الكلاب منذ القدم؛ لكن لأغراض محددة، وهي الحراسة من اللصوص وقطاع الطرق، ثم بعدها يأتي القنص، حيث ترافق الكلاب القناصين في رحلات صوب الغابة والمحميات.

وأشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس إلى أن فكرة تربية الكلاب أصبحت موضة لدى الشباب، ويقبلون على هذا النوع من النشاط بغرض اللعب والأنس، مسجلا أنه رغم هذا تحتفظ الثقافة المغربية بارتباك في العلاقة مع الكلاب، وتعتبرهم نجسا.

وعرج الشعباني، في ختام تصريحه، على أمثال شعبية مغربية كثيرة تنقص من تربية الكلاب؛ لكن الحاجة إليها تظل قائمة لدى الرجال كما النساء، خصوصا بعد تسرب ثقافات متعددة وتمكنها من الانصهار وسط المملكة بسهولة.

hespress.com