قام ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، بزيارة إلى المنطقة المغاربية تشمل كلا من الجزائر والمغرب والأردن، وهي الزيارة التي أكد مختصون أن لها دلالات ترتبط بقضية الصحراء المغربية، خاصة أنها تأتي بعد أسابيع من اعتراف أميركا بمغربية الصحراء.
وفي هذا الإطار، قال أحمد نور الدين، خبير في قضية الصحراء المغربية: “ظاهريا، تبدو الزيارة عادية في إطار مهامه كنائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة وأنه بدأ جولته من الأردن قبل أن يحل الأربعاء بالجزائر التي غادرها الجمعة باتجاه الرباط”.
وأضاف نور الدين، ضمن تصريح لهسبريس، أن “السياق الإقليمي الذي تندرج فيه الزيارة؛ شهرا واحدا بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، يعطيها طابعا خاصا”.
وأوضح أنه بحسب اللقاءات التي أجراها شينكر في الجزائر، تأكد أن موضوع الزيارة يضم شقين؛ “الأول يتعلق بالأمن والاستقرار ومحاربة الجماعات المسلحة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وهذا ما يفسر مرافقته من طرف الكاتبة الأمريكية (بمثابة وزيرة) للقوات الجوية الأمريكية وقيادات عسكرية رفيعة المستوى”.
الشق الثاني لهذه الزيارة، يضيف المتحدث، “متعلق بالجوانب الاقتصادية والمالية، نظرا لأن برنامج الزيارة شمل لقاءات مع وزير المالية ووزير التجارة الجزائريين”.
أما عن تأثيرات زيارة المسؤول الأمريكي على قضية الصحراء المغربية، فقال نور الدين إنها “بدت واضحة خلال الندوة الصحافية التي عقدها شينكر في العاصمة الجزائرية، حيث أكد على الموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، وأنه لا حل خارج الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط”.
وتابع الخبير في قضية الصحراء المغربية قائلا: “قد أبدى الطرف الجزائري تخوفه من خلال سؤال صحافي مقصود خلال الندوة التي عقدها شينكر بالجزائر من احتمال إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في المغرب، أو نقل قيادة قوات افريكوم إلى المغرب، وهو ما سيشكل منعطفا استراتيجيا وتغيرا جذريا في ميزان القوى بالمنطقة”.
وأضاف أن هذه المسألة “أبدت الصحافة الإسبانية هي الأخرى توجسها منها خلال الأسابيع الأخيرة. ولا يمكن استبعاد هذه الفرضية، خاصة وأن الرباط وقعت منذ ثلاثة أشهر اتفاقية جديدة للتعاون العسكري والاستراتيجي مع واشنطن خلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي إلى المغرب”
وختم أحمد نور الدين تصريحه لهسبريس بالقول: “إلى جانب ذلك، قد يشرف شينكر على تدشين القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة نهاية هذا الأسبوع، وهذا في حد ذاته نقطة تحول في مسار قضيتنا الوطنية نحو الطي النهائي لهذا الملف”.