وجه ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، رسائل قوية من قلب الصحراء المغربية إلى خصوم الوحدة الترابية، مؤكدا أن مغربية الصحراء أمر لا مفر منه، وأن الرباط تملك الحل الوحيد والعادل والدائم لحل هذا النزاع.
وفي كلمة له بمناسبة زيارة مقر القنصلية الأمريكية المؤقت بالداخلة رفقة مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر، ووزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قال السفير الأمريكي: “قبل شهر بالضبط، وقع الرئيس ترامب إعلانا تاريخيا يعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية”.
وأضاف السفير فيشر، وهو أول سفير أمريكي يزور الصحراء المغربية، أن إعلان ترامب شكل النتيجة النهائية لأشهر عدة من المفاوضات وكرّس بالفعل سنوات من الترتيبات، مشيرا إلى أن “كل الإدارات الأمريكية دعمت منذ الرئيس بيل كلينتون مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل ناجع لتحقيق السلام”.
وأورد الدبلوماسي الأمريكي أن الولايات المتحدة دأبت على “الاستثمار في مستقبل الأقاليم الجنوبية منذ إدارة أوباما، بشكل أساسي من خلال التمويل عبر مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط التابعة لوزارة الخارجية، التي ركزت على خلق فرص الشغل وتعزيز كفاءات المجتمع المدني”.
وأبرز السفير الأمريكي وهو يتحدث عن العلاقات التاريخية بين واشنطن والرباط، أن الولايات المتحدة عملت أيضا على “مدى عقود مع الأمم المتحدة، حيث سعينا إلى حل سلمي لإخراج الصراع من حالة الركود”.
“الشهر الماضي، أقر الرئيس ترامب بما لا مفر منه، وذكر ما هو واضح: الصحراء مغربية، والمغرب يملك الحل الوحيد العادل والدائم لحل مصير الإقليم”، يورد السفير فيشر، الذي شدد على أن زيارة الوفد الأمريكي إلى الأقاليم الجنوبية تأتي “لتحقيق إعلان الرئيس ترامب على أرض الواقع، من خلال توسيع نطاق وجود حكومة الولايات المتحدة بشكل كبير في الأقاليم الجنوبية”.
ووجه الدبلوماسي الأمريكي شكره إلى “الملك محمد السادس، وتفانيه الشديد في توطيد الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب الذي كان ضروريا لجعل زيارة اليوم ممكنة”، مبرزا أنه “تم توضيح رؤية جلالة الملك لتلك الصداقة خلال الاجتماع الأخير مع كبير المستشارين جاريد كوشنر، الذي مهد الطريق لزيارتنا هذه”.
وتابع المسؤول ذاته قائلا: “اليوم، كانت لنا فرصة التجول في الداخلة، وأنا الآن أفهم بوضوح ما الذي يجعل هذه المنطقة قريبة جدا وعزيزة على قلوب جميع المغاربة. إنها ببساطة جميلة وبها كذلك كرم الضيافة المغربي الأسطوري. كما أن لديها إمكانات واضحة لمستقبل أكثر إشراقا-مستقبل نفخر به هنا للاستثمار فيه”.
وعلى مستوى إجراءات افتتاح القنصلية الأمريكية بشكل رسمي، أوضح السفير فيشر أن “حكومة الولايات المتحدة اتخذت بالفعل خطوة إنشاء مركز دبلوماسي هنا، من خلال فتح قنصلية افتراضية مع وجود رقمي كمرحلة أولى”، وزاد أنه “منذ يوم الاثنين الماضي، تواجد العديد من ممثلي حكومة الولايات المتحدة على أرض المغرب هنا، لمراجعة خيارات الوجود الدبلوماسي الدائم للولايات المتحدة”.
وشدد سفير واشنطن بالرباط على أن الغرض من زيارة الوفد الأمريكي إلى مدينة الداخلة اليوم، هو “تأكيد دعم حكومتنا الثابت لعملية افتتاح القنصلية”، مشيرا إلى أن الوفد الأمريكي “أتيحت له الفرصة اليوم لزيارة العديد من المواقع، بما في ذلك المبنى الذي يقع خلفنا، ورأينا العديد من المواقع التي تتمتع بإمكانيات كبيرة لتصبح القنصلية الأمريكية المستقبلية”.
وكشف السفير الأمريكي أن فريقا من الخبراء الأمريكيين سيصل في وقت لاحق من هذا الشهر لتفقد “هذا المبنى وغيره من المباني، ولتقديم المزيد من التوصيات حول كيفية تحضيرنا وفتحنا قنصلية في أسرع وقت ممكن”.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي أن عملية فتح قنصلية جديدة “ليست عملية نستخف بها. يجب أن تحظى هذه المدينة الخاصة بمبنى خاص مناسب لاستخدامه قنصلية أمريكية”، مشيرا إلى أن مدينة الداخلة تستحق قنصلية أمريكية من قبيل تلك المتواجدة في مدينة الدار البيضاء.
وأبرز السفير ذاته أن تواجد الوفد الأمريكي اليوم في مدينة الداخلة المغربية، هو “خطوة مهمة أخرى في تأمين الشراكة بين دولتينا العظيمتين”، وتابع قائلا: “إنه لمن دواعي سروري حقا أن أكون أول سفير أمريكي يزور الصحراء ليشعر بالتربة المغربية تحت قدميه ويعزز الصداقة التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة”.