قراءة مواد بعض الأسبوعيات من “الوطن الآن” التي اهتمت بما عاشته مدينة الدار البيضاء مؤخرا نتيجة التساقطات المطرية، التي كشفت ضعف البنية التحتية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، إذ يرى محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن حزب العدالة والتنمية كان يعتقد أن تدبير الشأن العام يعد مسألة أخلاقية بالدرجة الأولى، لكن التجربة بينت أن هذا الحزب يفتقد للخبرة في التدبير والتسيير.
كما أشار المتحدث إلى أن التنظيم “اعتمد على النهج البراغماتي في الحقل السياسي وفي التدبير السياسي، لكن للأسف تحولت هذه البراغماتية من خط سياسي إلى خط انتهازي داخل الحزب؛ ناهيك عن افتقاده إلى الكفاءات التقنية والعلمية، ما جعله يواجه إشكالا كبيرا في تدبير مدن كبرى لها إكراهات ومطالب وانتظارات كبيرة في ما يتعلق بالبنيات التحتية والمرافق العمومية والخدمات العمومية”.
وذكر الأستاذ الجامعي عبد الحق غريب أن رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، لم ينتقل إلى مدينة الدار البيضاء للوقوف على حجم الأضرار ومواساة المتضررين، ولم يتواصل مع الرأي العام الوطني ولا مع السكان حول الفاجعة والإجراءات التي تعتزم حكومته القيام بها لإصلاح الخسائر وتعويض المتضررين.
وأفاد عمر مروك، باحث في أنظمة التحكيم، بأن الفيضانات عرت حقيقة محدودية كفاءات العدالة والتنمية. فيما يرى محمد عزيز خمريش، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق سطات، أن جريمة الإهمال ثابتة في حق منتخبي مدينة الدار البيضاء.
أما “الأيام” فقد اختارت التطرق إلى بعض طرائف زعماء عرب وأمريكيين في قضايا جدية حدث بعضها أثناء مفاوضات السلام. من بينها ما رواه الملك الراحل الحسن الثاني في مذكراته “ذاكرة ملك” عن أنه التقى الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بمحض الصدفة، وكان ذلك في مكة بمناسبة القمة الإسلامية بالطائف، حيث قرر جميع رؤساء الدول الإسلامية والوفود أداء مناسك العمرة والطواف حول الكعبة المشرفة، مردفا: “وبما أني كنت قد أديت هذه المناسك، فقد صعدت إلى قلب الكعبة للتعبد، وفي وقت خرجت من الكعبة، صادفت الشاذلي أمام الباب، ووجدنا نفسينا مضطرين لتبادل الابتسامة ثم تصافحنا”.
وورد أيضا أن الإعلامي والكاتب السويسري جورج فوشي يستعيد في كتابه “تحت شجرة أرز إفران”، خلال لقاءاته وحواراته المتكررة مع الملك الراحل الحسن الثاني في إفران والرباط، بعد سنة واحدة من توليه العرش، جوابا طريفا للملك الراحل حول ملاحظة أبداها “فوشي” يرويها كالتالي: “حين قلت للملك ونحن نتناول الغذاء يوم 22 غشت 1962 إنني لاحظت أن عدد النساء يفوق بكثير عدد الرجال خلال حفل ذكرى غشت، قال لي الحسن الثاني: ‘ولكن في المغرب كما في بلدان العالم المتحضرة النساء مهمات، فهن اللواتي يقدن أزواجهن، فهل تعلم بحكاية هارون الرشيد’.. ثم بدأ الملك الحسن الثاني يروي القصة، وكيف دار الحديث يوما في قصر بغداد حول من يملك السلطة داخل بيت الزوجية”.
وجاء ضمن الملف ذاته أن بثينة شعبان، مترجمة الرئيس السوري السابق مع محاوريه الأمريكيين على مدى عشر سنوات وحتى رحيله، توقفت في مذكراتها “عشر سنوات مع حافظ الأسد” عند بعض الطرائف التي كانت شاهدة عليها خلال مفاوضات السلام. ومن ذلك ما حدث في قمة جنيف بسويسرا سنة 1994 التي جمعت الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس السوري، حيث تبادلا الحديث في جلسة مغلقة عن والدتيهما اللتين كانتا قد توفيتا قريبا، مع استحضار الأدوار الجليلة التي قامتا بها، عوض الحديث عن مبادرة السلام.
وكتبت “الأيام” أيضا أن علي بن ستيتو العلامي، المغربي الذي اشتغل فترة طويلة بوكالة المغرب العربي للأنباء حتى تقاعده، روى في كتابه “مذكرات صحفي .. رحلة في الزمان والمكان”، أنه في يوم 4 ماي 1994 شهدت القاهرة مراسيم التوقيع على ما عرف آنذاك بـ”اتفاق غزة ـ أريحا”، أو اتفاق القاهرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعندما جاء موعد التوقيع رفض ياسر عرفات الإمضاء على الخرائط المرفقة بالاتفاق، كونها حسب ما راج بعد ذلك كانت تتضمن “خدعا إسرائيلية”، إلى أن تقدم الرئيس المصري حسني مبارك خطوات نحوه، ثم انخرط في الحديث معه، بينما ظهرت عليه علامات الغضب، قبل أن يصرخ في وجهه أمام الجميع قائلا “وقع يا كلب” أو “وقع يا ابن الكلب”.
“الأيام” نشرت كذلك حوارا مع القبطان العظم بوسلهام، وهو البالغ اليوم من العمر 70 سنة، والذي اختار مدينة أكادير ليقضي بها تقاعده العسكري، حيث تحدث عن تفاصيل يوم انقلاب الصخيرات قائلا: “إن الكلام الذي كان يروج داخل مدرسة أهرمومو هو أننا سنذهب إلى بنسليمان لإجراء مناورة عسكرية، وبعدها سنحضر مراسيم حفل التخرج ثم سنلتحق بعائلاتنا”.
وقال بوسلهم أيضا: “في بوقنادل تم إخبارنا بأن وجهتنا ستكون الصخيرات بهدف إنقاذ حياة الملك، وهكذا صعدنا الشاحنات وتم إنزال ‘الباش’، إلى درجة أننا لم نعد نشاهد ما يجري في الخارج، فمررنا بمدينة الرباط عبر شارع الحسن الثاني متوجهين إلى الصخيرات”. كما تحدث القبطان عن لقائه بالملك الحسن الثاني وكيف قبل يده ورأسه فخاطبه الحسن الثاني: “أش هاد الطاعة وقلة ليدام؟”، في إشارة منه لعدم انضباط الجيش الذي هو قائده الأعلى.
في حوار مع “الأيام”، اعتبر الشاعر والفاعل المدني صلاح الوديع أن فيروس كورونا زلزل الكثير من الاطمئنان، لكنه متفائل بكون البشرية وجدت وستجد عناصر المواجهة والصمود في وجه الخطر المحدق، العناصر الروحية والغريزية والمادية والاجتماعية، رغم أن جيل كورونا ستطبعه هذه التجربة طوال حياته.
وأكد صلاح الوديع أن أعطاب السياسة ظهرت في هذا السياق، ويلمسها الجميع في محنة كورونا، ويبقى عليها القيام بالكثير من أجل تجاوز هذه الأعطاب وإسقاطاتها.
وفي حوار آخر مع الأسبوعية ذاتها تحدث الكاتب والناشط الموريتاني الشيخاني ولد الشيخ عن أسباب تعلقه بالمغرب، إلى درجة أنه كتب كتابا سماه “موريتاني مريد للملك”، كما تحدث عن مجموعة من القضايا الآنية، ومنها ما حدث قبل أسابيع في معبر “الكركرات”، ليعرج على الأدوار الشيطانية التي تلعبها الجزائر في شمال إفريقيا، مشبها إياها بنفس الأدوار الخطيرة التي تلعبها إيران في منطقة الخليج العربي؛ كما تحدث عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وافتتاح واشنطن قنصلية في الداخلة، ليخلص في الأخير إلى أنه بعد هذا القرار الأمريكي سيؤذن المؤذن في مخيمات تندوف: “تفرقوا تفرقا لا لقاء بعده”.
وقال الشيخاني ولد الشيخ :”في تقديري؛ لقد ترك الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز تركة ثقيلة من المشاكل على طاولة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، لا يمكن اختصارها فقط بالجفاء والفتور الدبلوماسي الذي كان سببا فيه مع بعض دول الجوار”.
في “الأسبوع الصحفي” ورد أن الدكاترة العدول الجدد استنكروا طريقة تعامل المجالس الجهوية للعدول معهم، برفضها تسليمهم مذكرة الحفظ، ومطالبتهم بمبلغ 10 ملايين سنتيم كواجب للانخراط، ما اعتبروه غير قانوني، لأن مذكرة الحفظ من اختصاص الوزارة الوصية، ويقوم المكتب التنفيذي بتحديد ثمن بيعها وتوزيعها على المجالس.
ونقرأ ضمن مواد الأسبوعية ذاتها أن بعض المصادر رشحت عودة يوسف العمراني من جنوب إفريقيا، وذلك لتولي منصب جديد في المغرب بمناسبة البحث عن كفاءات. إذ كان السفير العمراني المكلف سابقا بمهمة في الديوان الملكي وقد خطف الأضواء أخيرا بدفاعه عن القضية الوطنية.
وكتبت “الأسبوع الصحفي”، أيضا، أن فعاليات حقوقية وسياسية تعتزم تأسيس حزب جديد في الأيام المقبلة سيتشكل من ائتلاف ديمقراطي حداثي يضم ثلاث مكونات حقوقية وسياسية، وهي منتدى مغرب المستقبل، وحركة المبادرات الديمقراطية، وحزب جبهة القوى الديمقراطية، الذي ترأسه الزعيم التاريخي الراحل التهامي الخياري.
ونسبة إلى مصادر مطلعة فإن جبهة القوى الديمقراطية ستمكنها هذه الخطوة من تعزيز صفوفها بنشطاء سياسيين وحقوقيين، بعدما فقد الحزب غالبية النشطاء الذين فضلوا الانتقال إلى أحزاب أخرى بسبب الصراعات الداخلية.