خصصت المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية “REMALD” عددها الأول لسنة 2021 لنشر دراسات ووثائق تم تجميعها تحت عنوان “حالة الطوارئ الصحية بسبب الفيروس التاجي كوفيد-19″، والذي طبع بمساهمة من مؤسسة هانس سايدل الألمانية.
وفي تقديم العدد، وبعد استعراض الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار الفيروس التاجي في المغرب، اعتبر القائمون على المجلة أن قيام الدولة بوظائفها الأساسية واجهه عدم استعداد الإدارة بصفة عامة والقطاع الصحي العمومي لمواجهة الأخطار الصحية وعدم التناسق في اتخاذ القرارات من لدن الهيئات والسلطات العلمية، وكذلك تناقض تصريحات ومواقف بعض المسؤولين السياسيين وعدم تجاوب أو تحرك فعاليات المجتمع المدني بالشكل المطلوب.
وأمام هذه الوضعية غير المسبوقة، “وجد القانون نفسه في محك حقيقي دفعه إلى ابتكار مفاهيم وتقنيات جديدة فرضها مفهوم حالة الطوارئ الصحية، وما تترتب عنه من قرارات وآثار تجلت أساسا في إقرار وتدبير الحجر الصحي والالتزام بتطبيق قرارات السلطات التنفيذية والإدارية مركزيا وترابيا”.
وقد نتج عن هذه الإجراءات والتدابير الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، وفق ما ورد في التقديم، تضارب في المفاهيم والمقاربات الفقهية والقضائية في إطار البحث عن التوازن الضروري بين حماية قواعد الحق العام والقرارات الناتجة عن حالة الطوارئ الصحية.
واعتبر القائمون على المجلة أن تدبير هذه الحالة أدى إلى تضييق، بل في بعض الحالات إلى تجميد العمل بالحريات العامة الأساسية للمواطنين التي تعتبر في صلب الأنظمة الديمقراطية، علما بأن ممارسة هذه الحريات بشكل عادي من شأنها أن تصطدم مع إكراهات تدبير الأزمة الصحية العميقة والخطيرة الناتجة عن الجائحة.
وشددت المجلة، من خلال التقديم، على أن السلطات العمومية اضطرت، من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية والأمن والنظام العامين، إلى اتخاذ مجموعة من القرارات والتدابير الاستثنائية التي من شأنها الحد من تفشي الجائحة؛ كإقرار الحجر الصحي، وإغلاق المدارس والجامعات والمساجد وبعض المحلات التجارية والمهنية، وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات الوقائية، وبذلك أصبحت التدابير الماسة بالحريات تتخذ في إطار قانوني يتخذ شكلا قانونيا استثنائيا.
وحتى يتم تحليل انعكاسات الجائحة على مختلف فروع القانون واستخلاص الدروس القانونية الملائمة من تدبير حالة الطوارئ الصحية، تولت المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية نشر هذا العدد من سلسلتها “مواضيع الساعة”، والذي يتضمن مجموعة كبيرة من مساهمات أساتذة مرموقين وباحثين جادين بسلك الدكتوراه، تتناول مختلف جوانب تلك الانعكاسات وتفاعل الإطار القانوني معها، وكذلك تقييما موضوعيا لأوجه تدبير هذه الأزمة الصحية الاستثنائية.
المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية “REMALD” يشرف عليها أحمد بوعشيق ومحمد بنيحيي، الأستاذان الجامعيان بجامعة محمد الخامس بالرباط، ويشارك في هيئة التأطير العلمي أكاديميون وشخصيات فكرية وعلمية مرموقة.