بمجرد أن أعلنت أطراف محلية معارضة في مدينة مليلية المحتلة تفاصيل مشروع يربط الجيب المحتل مع الجزائر، حتى تحركت وسائل إعلام الجارة الشرقية للمملكة للتّرويج لمشروع وهمي، لا يوجد ضمن أجندات مدريد الرسمية حاليا، خاصة بعد محاولات سابقة لإرساء معالم هذا الربط البحري الذي تم تناسيه مع مرور الزمن.
ونقلت صحف إسبانية محلية أن “التعبئة لصالح إطلاق خط بحري مباشر مع الجزائر من مليلية المحتلة متواصلة في الأوساط الإسبانية، بينما تدعم هذا المشروع منظمات مع سياسيين محليين”، وتابعت: “هناك ضغوط تمارس على السلطات المركزية في مدريد للإسراع في تحقيق هذا المشروع”.
وكشف رئيس حكومة مليلية الإقليمية، إدواردو دي كاسترو، أن وزارة الخارجية في مدريد سترحب بإقامة خط بحري مباشر بين مليلية المحتلة والجزائر، وفقا لما نقلته صحيفة إلفارو دي مليلية.
وفي برلمان مليلية المحتلة، ترافع المعارضة من أجل إنشاء خط بحري مع ميناء الغزوات الجزائري.
ورداً على سؤال من أحد نواب الحزب الشعبي حول هذا الموضوع، كشف رئيس المدينة أن وزارة الخارجية الإسبانية “نظراً للتأثير الكبير الذي سيكون للأمر على اقتصاد المدينة فإنها سترحب بالمشروع”، وفق ما جاء في صحيفة El Faro de Melilla.
وقال إدواردو دي كاسترو (سيودادانوس) إن إدارة أرانشا جونزاليس لايا “تدرس بعناية اقتراح الربط البحري الجديد”، مضيفًا أنه يجب على وزارتي المالية والداخلية إبداء آرائهما، وزاد: “هناك مشاكل جمركية وأخرى تهم تصاريح دخول البلاد عبر التأشيرات، فضلا عن البنية التحتية للتحكم في تدفق الناس التي سيتم وضعها..وتجب استشارة المغرب والجزائر لتنزيل هذا المشروع”.
وطالب رئيس الحكومة الإقليمية بالضغط على الحكومة المركزية في مدريد، معتبرا أن السلطة التنفيذية، التي شكلها تحالف يساري بين الحزب الاشتراكي وحركة بوديموس، بطيئة في تسليم استنتاجاتها بشأن المشروع.
وأورد إدواردو دي كاسترو أن وزارة الخارجية الإسبانية أكدت له رسميا أنها “تدرس بعناية الارتباط البحري المقترح” مع الجزائر.
وبالإضافة إلى وزارة الخارجية التي تدرس المشروع حاليًا، يتعين على الإدارات الحكومية الإسبانية الأخرى تقييم الاقتراح.
ووفقًا لإدواردو دي كاسترو يجب أن يمر المشروع أيضًا من خلال وزارة الداخلية، التي يجب أن تدرس القضايا المتعلقة بالمسائل الجمركية ودخول الأشخاص وإنشاء البنية التحتية لمراقبة المسافرين؛ كما يجب أن توافق وزارة المالية أيضًا على المشروع.
ويعتقد دي كاسترو أن إنشاء الرابط البحري سيكون له تأثير إيجابي على الصعيدين التجاري والسياحي؛ بينما يرى مراقبون أن “مدريد لا يمكنها أن تغامر بحليف إستراتيجي وبعلاقاتها مع الرباط من أجل إقامة هذا المشروع”.