على هامش التكريم الذي أقامته مُؤخّراً أكاديمية المملكة المغربية للشّاعر علي أحمد سعيد إسبر (أدونيس) في الذكرى الواحدة والتسعين لميلاده ضمن شريط مُصوّر بعنوان “بأيادٍ أربعة”، الذي شارك فيه الشاعر الزميل محمد بنيس، والفنان المغربي فؤاد بلامين، أعود إلى أحد لقاءاتي وذكرياتي مع هذا الشّاعر والناقد البارز في رُبُوع الأندلس، وعلى وجه التحديد تحت الظلال الوارفة لقصر الحمراء، وذلك على هامش إحدى الدّورات الأخيرة للمهرجان العالمي للشّعر الذي يُنظّم كلّ عام بمدينة غرناطة الفيحاء، فأقول:
ونحن جلوسٌ، والشّفقُ الغرناطيُّ البهيج الذي ليس له نظير يُعلنُ انصرام يوم، وانسدال ستائر الليل الجميل في تؤدةٍ، وتأنٍّ، ورفقٍ، وهدوء على جدران ومرتفعات، وآكام، وأسوار قصر الحمراء، فإذا بصوتٍ شاعريٍّ رخيم يُسمعُ من بعيد، من وراء الأفق الأحمر القاني يترجّى الشمسَ المائلة نحو المَغيب بالتأنّي في اختفائها مُغنّياً صادحاً لها “يا شمسَ العشيّة .. أمهلْ لا تغبْ بالله رِفْقَا / هيّجْتِ ما بِيَّا.. حتىّ زدتني في القلب شوقَا / ترفّق عليّا.. إني بالمليح قد زِدتُ عِشقَا”. وفي تلك اللحظة أيضاً، في مدينة السّحر، والعطر، والصَّبا، والصّبابة والصّبايا، والجمال، رمقنا طيفَ هيدب الشاعر ابن سهل الإشبيلي الأندلسي وهو يشرئبّ بعنقه، ويطلّ علينا بهامته في رفق من على أكمة الحمراء ويقرأ علينا تحيّة الأصيل.
لا ريب أن غرناطة مدينة تُسحر أدونيس، فهو المتيّم العاشق الهائم الأبديّ بإسبانيا حبّاً وصبابةً، وهوىً وجوىً. قال ذات مساء بمحضرنا الشاعر الكوري كيم كيدونغ: “إن مدينة غرناطة قصيدة كبرى”، ويعود أدونيس ليؤكّد من جهته وسواه من الشّعراء في الماضي والحاضر والآتي أن غرناطة هي حاضرة الشّعر، والأدب، والإبداع بدون منازع في إسبانيا، كلّ ركن من أركان هذه الحاضرة يبدو وكأنّه عالم سحري رومانسي حالم، حافل بالأساطير والخيال، يفوح بعطر الشّعر، وعبق التاريخ، فقد كانت هناك دائماً صلة وثقى، وآصرة لا انفصام لها بين هذه المدينة وبين الشعر، وقصر الحمراء، وجنّة العريف، وحيّ البيّازين، وفيدريكو غارسيا لوركا، وابن زمرك، وابن الجيّاب، ولسان الدين ابن الخطيب، وابن سهل الإشبيلي.
كلّ أولئك وسواهم يشهدون ويؤكّدون هذه الحقيقة، ناهيك عن ماضي المدينة الزّاهر إبّان الوجود العربي والأمازيغي بها، حيث ازدهرت مختلف أنواع العلوم والمعارف، وفنون القول والإبداع وفي مقدّمتها الشّعر والموسيقى، وها هي ذي جدران الحمراء تقف شامخةً شاهدةً على ذلك، إنّها تحفل بالعديد من القصائد الشّعرية الرقيقة لشعراء أندلسيّين مُجيدين، الذين نُقشت أشعارُهم على جدران هذه المعلمة الحضارية والعمرانية الرائعة، أو علّقت كما كانت تعلّق قديماً قصائد أصحاب المعلّقات أو المذهّبات على جدران الكعبة، قصائد شعرائنا الأندلسيّين ما زالت موجودة إلى يومنا هذا ماثلة أمامنا وأمام الفيض الهائل والكبير من الزوّار الذين يتقاطرون على قصر “الحمراء” كلّ يوم من كلّ صوب وحدب، من مختلف أصقاع العالم.
وغيرُ بعيدٍ عن الحمراء بالقرب من المكان الذي اغتيل فيه زنبقة الشعر الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا، وكذا في منزله، ما فتئت تُنظّم قراءات شعرية، وعروض موسيقية على امتداد الحوْل تقديراً للشّعر ولعبقرية هذا الشاعر، ألم يكن هاجس الموت في شعره قويّاً زخماً؟ أليس هو القائل: أصوات الموت دقّت / بالقرب من الوادي الكبير / أصواتٌ قديمة طوّقت / صوتَ القرنفل الرجولي / ومات على جنب.
معانقة الضّاد للغة سيرفانتيس
عندما ألقتْ عليه الشاعرة الإسبانية راكيل لانسيرُوس–ضمن فعاليات المهرجان التاسع العالمي للشّعر بالمدينة آنفة الذّكر–جملةً من الأسئلة حول مختلف المجالات التي لها صلة بالشعر، والإبداع على وجه العموم، وبعض مشاغل واهتمامات حياتنا المعاصرة في العالم العربي بوجه خاص، قال الشاعر أدونيس متحدّثاً بلغة مُوليير مخاطباً الحضور: “كان بودّى أن أتحدّث إليكم باللغة العربيّة، وليس باللغة الفرنسيّة، لأنّ العربيّة أعطت الكثير للّغة الإسبانية، كما أن الشعراء العرب تعلّموا الكثير من الأندلس التي نحبّها كثيراً”.
وجّه أدونيس في مستهلّ كلامه تحيّة حرّى إلى جميع الشعراء في إسبانيا والعالم، ثمّ قال: “لا السياسة، ولا التجارة تعبّران عن هويّة شعب، فالذي يعبّر تعبيراً حقيقياً عن هويّة شعب هو الخلق والإبداع، والقصيدة هي أسمى وسائل التعبير في مختلف الميادين، وهي أعلى مراتب الإبداع، هناك أناس يكتفون بالنظر إلى العالم، وهناك أناس آخرون وهم الشعراء يذهبون إلى أبعد من ذلك، إنّهم يحاولون الدخول في عقول القرّاء، ويعملون على تحويل العالم إلى مكان أكثرَ أمناً وشاعرية. وينبغي على الشاعر أن يكون شاهداً على ما هو حقيقي أو مخادع، ومن ثمّ يأتي اهتمامه بالكائن البشرى”.
ويرى أدونيس أن “الشعر يتخطّى الكلمات، وهو ضربٌ من ضروب الوجود، ذلك أن دَور الشاعر هو الكفاح الدائم، ودعم الثورات الحقيقية”. وقال إنّه لم يُسهم بمفرده في تطوير الشّعر العربي-كما ذهبت الشّاعرة الإسبانية راكيل لانسيرُوس-بل كان هناك شعراء كبار كثيرون تعلّم منهم، فقد رافقه شعراء آخرون قبله وبعده أسهموا جميعاً في تطوير الشّعر العربي الحديث.
وأضاف أن الشّعر بالنسبة إليه “هو الحبّ، وهو أبعد من الكلمات والتعبير”، موردا أنّه يكتب ليعيشَ أحسن، وليتفاهمَ أكثر ولكي يفهمَ الآخرين والعالمَ الذي نعيش فيه، وهو لا يستطيع العيش بدون شعر، والخلق أو الإبداع عنده “هو التعبير عن مختلف ميادين الأدب، والشّعر، والتشكيل، والموسيقى، الإبداع هو التغيير وإعطاء صورة جديدة للعالم، هو إعطاء صورة جديدة للكلمات”، معتبرا أنه “ينبغي لنا تغيير العلاقات بين العالم وبين النصّ والشّعراء والإبداع في جميع الميادين، والقصيدة ليست إنتاجاً، التصنيع هو إنتاج، والإبداع هو الشّعر، والشّعر رحلة جوّانية للبحث عن صورةٍ أكثرَ إنسانية للعالم الذي يحيط بنا”.
في استذكار التوحيدي والصّداقة والصّديق
وقال أدونيس إنه هاجر عام 1956 من بلده سورية، وهو يقيم في فرنسا منذ أوائل الثمانينات، وهو ضدّ الأيديولوجيّات التي تستأثر بالسلطة، ولا تهتمّ بتغيير المجتمع، و”السّلطة الحقيقية هي التي تغيّر المجتمع ومؤسّساته لتصبحَ أكثرَ عدالة وأكثر حريّة”.
وتحدّث أدونيس عن فصل الدّين والدولة، وأشار إلى أن “الإسلام عقيدة وثقافة، ولا ينبغي أن يُستعمل لأهداف سياسية”، وأنه يتفهّم الحركات التي عرفها العالم العربي، وأن “الشباب العربي قام بحركة رائعة، وعلى الرّغم من العراقيل فإنّ هذا الشباب سيستمرّ في هذه الثورة”.
وقال: “ينبغي على الشّعراء والكتّاب أن يقفوا إلى جانب المقهورين”، وإنه “ضدّ التدخل الأجنبي والأمريكي على وجه الخصوص، وهذا التدخل لا يمكن أن يفضي سوى إلى العنف”، وضرب أدونيس مثالاً بالأوضاع المعاشة حالياً في العراق، واليمن، وليبيا وتونس، وقال: “ينبغي لنا أن ننتظر حتى نرى ما ستؤول إليه الأوضاع في العالم العربي”، موردا أن “الغرب يتظاهر بأنه يدافع عن حقوق الإنسان، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يبدأ بسورية”، مضيفا أن “الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه منذ ما ينيف عن نصف قرن لا يقول عنه الغربُ شيئاً، ولا يفعل شيئاً للدّفاع عن الحقوق المهضومة لهذا الشّعب”. وتابع أدونيس في هذا السياق بأن “الغربَ لا يدافع عن حقوق الإنسان بقدر ما يدافع عن مصالحه الاستراتيجية، وعن البترول، والغاز، والطاقة”، ودافع عن حرية المرأة، وقال: “لا يمكن أن يكون هناك مجتمع حرّ بدون حريّة المرأة”.
وعاد بعد ذلك أدونيس إلى الشّعر، فقال: “الشّعر تقليد مشترك بيننا وبين الإسبان”، وهو يشعر بأن فيديريكو غارسيا لوركا وسائر الشّعراء الإسبان هم عرب، مثلما يشعر هو بأنّه شاعر إسباني، موردا أن “الشعر يمحي ويُزيل الحدود بيننا”، واستشهد بالتوحيدي “الذي كان يقول الصّديق هو الآخر، وهذا الآخر هو أنت نفسك، وهكذا يغدو الآخر عنصراً مُكوِّناً أو مُؤسِّساً للأنا، والشّعر هو الذي يلقّننا ذلك ويقودنا إليه”.
الشّعر أكثر الفنون تأثيراً في وجدان العالم
ويرى أدونيس أن “الرّوائييّن ليس لهم أيّ تأثير كبير في المجتمع المعاصر، حتى وإن كان لهم قرّاء أكثر ممّا لدى الشعراء، فالروائيّون يمرّون في عقل أيّ إنسان بطريقة أفقيّة وسطحيّة، وهم يؤثّرون في القرّاء المستهلكين، أمّا الشعراء فإنهم يؤثّرون في القرّاء المبدعين، فسرد العالم يعني نسخه، وإذا كنّا ما نقوم به هو استنساخ الحياة، فإننا لا نقوم بأيِّ شيء حقيقيّ، فالفنّ والإبداع ينبغي لهما خلق طاقة منتجة، والشّعر يتميّز برؤيا خاصّة وشاعرية نحو العالم”.
وعندما سئل أدونيس عن دور الشعر في المجتمع المعاصر، قال: “الآن يبدو أنه لم يعد للفلاسفة والعلماء ما يقولونه، ولكنّ الشّعراء نعم”. ويرى كذلك أن “الشعر لا ينطوي على جانب علمي، ولهذا فقد لا يكون في مقدوره تغيير العالم، إلاّ أنه يمكنه تغيير رؤية الإنسان حيالَ هذا العالم، ونوعية علاقاته مع الآخرين”.
وأبرز أدونيس أن علاقته بالشّعر هي أكثر غنىً وثراءً الآن ممّا كانت عليه عندما بدأ ينظم الشعر منذ سنوات بعيدة خلت، وطالب بمزيد من الحوار البنّاء، والتفاهم المتبادل، وقال إن لديه الثقة الكاملة في الطاقات البشرية المتوفّرة في حوض المتوسّط شريطة ألّا نظل حبيسي التجارة والعسكرة، مضيفا أنه “يبدو للناس أن هناك ثقافة متوسطية واحدة، ولكن هذا ليس صحيحاً، فالمتوسط يقدّم لنا ثراءً، وتنوّعاً رائعين، ولهذا ينبغي لنا أن نهتدى لإيجاد طريقٍ للتفاهم والحوار”.
مأساة المهاجرين واللاّجئين
من جهة أخرى، كان الشاعر أدونيس قد قال مؤخراً عمّا أطلق عليه بـ”الربيع العربي” لإحدى الجرائد الإسبانية الكبرى (الباييس): “لقد كتبتُ الكثير حول هذا الموضوع، لقد انتهى كلّ شيء، وتحوّل إلى نزاع دولي بعد أن تجاوز العنف سوريا بشكل كبير”.
وعن شعوره بعد الأحداث التي كان قد عرفها الغرب، وبالتحديد في باريس، أجاب بأن “ذلك كان فظيعاً، والذين قاموا بهذه العمليات كانوا مرتزقة، فداعش تحارب ومعها أناس من 80 بلداً، لقد ذبحوا الناس، ووضعوا النساءَ داخل قفص، وباعوهنّ كما لو كنّ سلعة، هذا شيء رهيب، لقد حطموا أعمالاً كبرى للمعمار والفنون، ودمّروا ونهبوا المتاحفَ، هذا ليس بثورة، فالثورة ينبغي لها الحفاظ على التاريخ، وعلى الفنون، أيّ ثورة هذه التي دمّرت سوق حلب الذي كان عملاً رائعاً وفريداً؟ هل في مقدور ثورة سورية حقيقية تدمير حلب أو تدمر؟”.
وقال إنّه عندما يرى آلاف الأشخاص من المهاجرين واللاّجئين في الطرقات الأوروبيّة بحثاً عن ملجأ وهم يُسامون سوء المعاملة من طرف الأوربييّن الذين يتردّدون في قبولهم، يشعر بأننا أمام مأساة حقيقية.
وكان أدونيس قد وجّه تحيّة إلى ألمانيا التي قال عنها: “إنها كانت من أكثر الأقطار الأوروبية كرماً، حتى وإن لم تكن قد استعمرت البلدان العربية، وأمّا الدّول التي استعمرت البدان العربية مثل المملكة المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، فقد كانت أقلّ كرماً من ألمانيا”.
وهو يرى أن “الثقافة شيء ينقص العرب، كما ينقصهم العمل كذلك، فالبطالة تعتبر مشكلة كبرى، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية، والقبلية، والاعتقاد، والروابط الأسرية والعِرقية، كلّ هذه العناصر ما زالت هناك”، مضيفا: “إننا لم نتمكّن من إيجاد الحلول بعد لأيِّ شيء، لأننا لم نتمكّن من فصل الدّين عن الدّولة، وثقافتنا ما زالت قبلية وقديمة ودينية”.
عندما خاطب أدونيس السّويديّين
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن أحدثَ كتابٍ لأدونيس المثير للجدل (العنف في الإسلام) عندما صدرت طبعتُه السّويدية في ستوكهولم استُقبِل في البلد المُنظّم والمَانح لجائزة نوبل العالمية-التي رُشِّح لها أدونيس مرّاتٍ ومرّات-بغيرِ قليلٍ من عدم الحفاوة والترحاب، فقد كتب الأستاذ المتخصّص في علم الإسلاميات بجامعة لوند “ريكارد لاغرفال” عن كتاب أدونيس مقالاً نقدياً لاذعاً بعيداً عن أيّ إطراء، يقول فيه إن أدونيس يقرّر في كتابه أنه “لا ابن رشد، ولا ابن سينا، ولا الرّاوندي كانوا مسلمين بالمعنى الحقيقي”.
ويضيف أنه “لم يوجد في أيّ وقتٍ شاعر عربي كبير، ولا متصوّف، ولا فيلسوف مسلم صادق الإيمان، حيث أنهم اتّسموا-في نظره-برفض الشّريعة”.
ويشير ريكارد لاغرفال إلى أن ذلك يمكن أن ينطبق على الفيلسوف الراوندي الذي رُمي بالإلحاد، علماً أن معظم أفكاره كانت قد روّجتها كتبُ خصومه والمناوئين له. كما اتسمت آراء أدونيس في نفس السّياق بنوعٍ من المبالغة، والمغالاة حيال هؤلاء المفكرين المسلمين آنفي الذّكر، مُضافاً إليهم صاحب “الفتوحات المكية” الصّوفي الشّهير ابن عربي المُرسي (نسبة إلى مدينة مُرسية الإسبانية) وسواهم.
ويعيب الأستاذ ريكارد لاغرفال على أدونيس كونه لم يتعرّض في كتابه لموضوع حرية المرأة، ولا إلى نضالها في مختلف بلدان المشرق العربي. كما أنه لا يتعرّض بتاتاً للنقاشات حامية الوطيس التي دارت رحاها حول هذا الشأن خلال القرون أو بالأحرى العقود الأخيرة التي خلت.
ويشير عالم الإسلاميات لاغرفال في ذيل مقالته إلى أن أدونيس عندما يتحدث عن التاريخ كشاعر يكون في وضعٍ مريح، إلاّ أنه عندما ينأى عن المجال الشعري يغدو عكس ذلك.
ألف تحيّة ومحبّة أيّها الشاعر المُعنّى الكبير، من نفس المكان، من جانب جدع الدّوحة العظيمة التي حَنَتْ علينا ذات أمسية قائظة، واستمتعنا بظلالها الوارفة، وصدّت عنّا الشمسَ أنّىَ واجهتنا، وحَجبتها وأذنت لنا بالنّسيم، من على عتبات طلائع الأدراج والسّلالم المُؤدية والمُفضية إلى قصر الحمراء الأسطوريّ، وصوت ابن سهل الإشبيلي الرّخيم ما انفكّ يدغدغ آذاننا، ويُشنّف أسماعنا في الأفق البعيد صادحاً، شادياً، جذلاً ومُغنّياً:
كيف خلاص القلب من شاعرٍ / رقتْ مَعانِيه عن النقدِ
يَصغرُ نثرُ الدرّ من نثرِه / ونظمُه جلَّ عن العقدِ
وشِعرُه الطائلُ في حُسْنه / طالَ على النابغة الجعديِ.
-
كاتب من المغرب عضو الأكاديمية الإسبانية–الأمريكية للآداب والعلوم-بوغوطا-كولومبيا