كغيرهم من المهاجرين أو الأمريكيين من أصول غير أمريكية، تابع مغاربة أمريكا أطوار تنصيب جوزيف بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وتابعوا أهم القرارات التي أقدم عليها مباشرة بعد تنصيبه، ما خلف لديهم انطباعات تلتقي في الإجماع على حنكة وتجربة الرئيس جوزيف بايدن في المجال السياسي والتشريعي، وفي التفاؤل بخصوص نجاعة قراراته في تدبير جائحة كورونا وموضوع الهجرة، وكذلك الملف الاجتماعي الذي أصبح يفرض نفسه بخصوص الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا، مع الإشادة بأواصر التقدير والاحترام التي تجمعه بالمغرب.

أحمد ينعوري، رجل أعمال وفاعل جمعوي مقيم بدلاس تكساس، قال إنه تابع توقيع الرئيس بايدن على عدد من المراسيم من أجل تنزيل الخطوات الأولى لتطبيق نظرته وسياسته، خصوصا ما يتعلق برفع الحظر المفروض على المسافرين القادمين من بعض الدول الإسلامية، وكذلك خطته من أجل مواجهة جائحة كورونا، وحماية البيئة، وضمان السلام العالمي.

وأضاف المتحدث ذاته أن “اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على كامل مناطق الصحراء المغربية يشكل تغيرا إيجابيا في سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الوطنية، ما سيساعد في حل هذا النزاع المفتعل، خاصة أن المغرب أصبح شريكا إستراتيجيا مهما للولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا، وكذلك في الشؤون الأمنية ومحاربة الإرهاب”.

أما علال بوتجنكوت، وهو دكتور وباحث بالمستشفى الجامعي بنيويورك، وأستاذ مبرز في قسم الأعصاب، فيرى أن “الرئيس الجديد جو بايدن رجل وسطي ورجل اعتدال وتوازنات، وله تجربة كبيرة في العمل السياسي والتشريعي، خصوصا أنه قضى سنوات عديدة في مجلس الشيوخ، ما أكسبه حنكة وقدرة على تدبير الأزمات”.

وبعد أن ثمن المتحدث ذاته قرار بايدن القاضي بتلقيح 100 مليون أمريكي خلال مائة يوم، ما سيعجل بتطعيم كل الأمريكيين، أكد أنه “بصفته واحدا من المهاجرين المغاربة بنيويورك يرحب بالقرارات المتعلقة بموضوع الهجرة وتسهيل الحصول على وثائق الإقامة والتحاق الزوج أو الزوجة بالعائلة، وتسوية وضعية العديد من المهاجرين غير الشرعيين بأمريكا الذين سيساهمون حتما في النهوض بالاقتصاد الأمريكي”.

من جانبه، اعتبر لحسن أيت تاجر، وهو مدير شركة بواشنطن، أن “شخصية بايدن ستنعكس لا محالة على قراراته، وهو رجل محنك سياسيا، ويجر وراءه 36 سنة من التجربة بالكونغرس، و8 سنوات كنائب للرئيس أوباما، وبالتالي فإن تجاربه في مختلف مناصب المسؤولية واشتغاله في لجن الكونغرس وسفرياته خلال عمله في البيت الأبيض أكسبته خبرة كبيرة في السياسة الخارجية، ما سيجعله يحافظ على التحالفات، مع الرجوع إلى المنظمات العالمية من خلال المراسيم الـ17 التي وقعها فور دخوله البيت الأبيض”.

وبعد أن قال أيت تاجر إن “بايدن لن ينسى الاعتراف المغربي الأول باستقلال بلاده وقبله المساعدات التي قدمتها المملكة لها من خيول وقمح خلال مواجهتها للمحتل”، أشار إلى أن “الجميع في أمريكا استبشر خيرا بقرارات الرئيس، ولاسيما قرار تغيير خطة تدبير جائحة كورونا وتوسيع نطاق الفحوصات، سواء في المدارس أو الشركات، ما خلق ارتياحا نفسيا عند الجميع”.

أما بوبكر اسراو السوسي، الباحث في العلوم السياسية من واشنطن، فأشار إلى أنه كمتتبع للشأن السياسي الأمريكي، وكمغربي أمريكي، تابع “أدق تفاصيل حفل تسلم جوزيف بايدن مقاليد الرئاسة بالولايات المتحدة الأميركية، في حفل استثنائي بكل المقاييس، سواء من حيث الأجواء الأمنية التي مر فيها، أو الظروف التي فرضتها جائحة كورونا من خلال تقليل عدد الحاضرين”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الحدث كان استثنائيا بسبب حجم الانتظارات التي واكبته، خصوصا خلال الساعات الأولى لدخول الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية إلى المكتب البيضاوي، والمراسيم التي وقعها بشكل استعجالي، والتي همت العودة إلى منظمة الصحة العالمية ورفع الحظر عن دخول مواطني عدد من الدول غالبيتها إسلامية إلى أمريكا؛ كما أنه سيوقع مقترح قانون يرسله إلى الكونغرس سيمكن من إعادة تفعيل برنامج الحالمين وغيره من البرامج”.

hespress.com