عكس عدد من المنشورات والقصاصات التي اعتبرت ترجمة رواية للكاتب الإسرائيلي مغربي المولد جبرائيل بن سمحون ثمرة لاستئناف العلاقات العلنية المغربية الإسرائيلية، فإن المعلومات التي استقتها هسبريس تقول إن هذه الترجمة كانت مبرمجة قبل المستجدات السياسية والدبلوماسية الراهنة في إطار عمل للمترجم المتخصص في الأدب العبري.

وصدرت هذه الرواية حاليا في نسخة رقمية تقرأ عبر نظام قراءة الكتب الإلكترونية “كيندل” الخاص بموقع البيع الرقمي ذائع الصيت “أمازون”.

ورافقت ترجمة المغربي العياشي العدراوي لرواية “المغربي الأخير” من العبرية إلى العربية ردود فعل متباينة، ربطتها بالمستجدات السياسية والدبلوماسية الراهنة في المغرب وعدد من دول العالم العربي.

يشار في هذا السياق إلى أنه فضلا عن المدارس اليهودية بالمملكة، تدرس العبرية بالجامعات المغربية، وتحضر في المكتبات العربية ترجمات أكاديميين مغاربة، من بينهم أحمد شحلان ومحمد المدلاوي.

وتعليقا على النقاش الدائر حول الرواية، يقول محمد المدلاوي، كاتب تقديمها، إن “الاهتمام بالأدب العبري الحديث ليس وليد ظرفيات عابرة كظرفية شهر ديسمبر 2020”. ويضيف “فزيادة على سلسلة ترجمات مجموعة من قصص الكاتب جبرائيل بن سمحون، المندرجة، بمقتضى فضاءاتها وشخصياتها وأحداثها السردية، في ما لا مبالغة في اعتباره أدبا مغربيا ناطقا بالعبرية، في المهجر وفي غير المهجر، يعود أول عمل ترجمي قمت به شخصيا في هذا الباب إلى ربع قرن خلا: من الأدب العبري الحديث: نماذج قصصية مترجمة”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، يقول المدلاوي إن الحد الأدنى لترجمة رواية، مع الأخذ بعين الاعتبار مشاغل العمل، هو سنة، مشيرا إلى أن “تزامن الصدور مع مستجدات شهر دجنبر الماضي (2020) كان مجرد مصادفة”.

ويعود المدلاوي إلى بداية الألفية الثالثة عندما ترجم قصصا للكاتب جبرائيل بن سمحون المزداد بصفرو، وأرسل اثنتي عشرة ترجمة بخط اليد إلى “الصحيفة”، آنذاك، نشرت منها واحدة، قبل أن تأتي الانتفاضة الفلسطينية الثانية ويتوقف النشر.

ويتابع الأكاديمي قائلا: “في الأخير لما أصدرت كتابا في 2012، ضمَّنته أربع قصص مما ترجمت لابن سمحون، لأنه بمجرد نزع “حاجز اللغة” يصير كله مغربيا، في الفضاء الذي مرة هو صفرو ومرة فاس ومرة الحسيمة وأخرى زاكورة، وفي الشخصيات والأحداث والمطبخ، أي أنه أدب مغربي، وهو ما أعجبني فترجمته”.

ويروي المدلاوي أنه في سنة 2012 ذهب إلى ماستر الدراسات العبرية بفاس، والتقى بالمترجم الذي كان طالبا آنذاك، مضيفا أنه تكلم مع الطلبة عن الكاتب ابن سمحون، فاختار العياشي العدراوي أن يناقش أطروحة الدكتوراه حول موضوع المرأة في أعمال هذا الكاتب، حيث ترجم في هذا الإطار عددا من أعماله، محللا موضوع المرأة فيها.

ويضيف الأكاديمي المغربي في السياق ذاته “لما ناقش العدراوي أطروحته (التي كان مؤطرا لها) بقينا على اتصال، ثم بدأ في ترجمة الرواية التي تسمى بالعبرية “فتاة بقميص أزرق”، واختار عند ترجمتها عنونتها بعنوان قسم أساسي منها هو “المغربي الأخير””.

ويتابع قائلا إنه قدّم الرواية في أربع صفحات لأن “القارئ العربي أو المغربي ليست له حمولة حول الموضوع، مما يقتضي تقديم قليل من المعلومات له”، قبل أن يجمل قائلا في ختام تصريحه لهسبريس: “شهد المغرب ثلاثة أجيال جامعية من الباحثين في العبرية، والمترجم من الجيل الثالث”.

hespress.com