ضد استعمال بعض التعبيرات العنصرية في الحياة اليومية للمغاربة، يدعو وسم “ماشي عزية” إلى تكسير الصور النمطية التي تربط الجمال بلون وشكل معينَين.

وانضمت إلى المشاركين في هذا الوسم، الذي أطلقته على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” صفحة “ماشي عزية”، مغربيات ذوات بشرة داكنة يشاركن عبره صورهن، أو مقاطع فيديو، ومنشورات، تدعو إلى تجاوز الأحكام المسبقة المبنية على اللون والنوع.

وتدعو الصفحة عبر منشورات إلى الانتباه إلى جمل وتعبيرات تستعمل في الحياة اليومية تحمل “صورا نمطية” تجاه المغربيات ذوات البشرة الداكنة، مثل “سمراء ولكن زوينة”، و”وخا هكاك مابيهاش”.

يذكر المصدر ذاته أن مثل هذه التعبيرات تظهر “عنصرية موجودة نمارسها دون أن نحس”؛ وهي “عنصرية مبطنة، وعبارات موجهَة تحمل معاني غير صريحة، لكن المتلقي يفهمها مع أنها خفية”.

وتضع الصفحة حملتها هذه في إطار الدفاع عن المرأة بشكل أوسع قائلة إن “المرأة بشكل عام في غنى عن وضعها في قالب أو معيار معين”.

ومن بين المنشورات التي يقود إليها هذا الوسم ما يذكر أن “جمال النساء السوداوات مساو لجمال مختلف الألوان”، ويدعو إلى “احترام تنوع كل بشرة”.

كما تتحدث منشورات أخرى عن جمال النساء السوداوات والسمراوات وقوتهن، وذكائهن، مشددة على أنهن “لسن ناقصات”، قصد “إلهام المغربيات ذوات البشرة الداكنة للاحتفاء بجمالهن الطبيعي”.

ومن بين ما تنبه إليه هذه الحملة “التاريخ الطويل من التمييز الذي واجهته النساء السوداوات وبقين واثقات في أنفسهن”، وهو ما يبرز منبع الإيمان بأنه “كلما زادت ثقة النساء السوداوات في أنفسهن كلما استطعن أكثر مواجهة العنصرية”.

وتجد هذه الحملة صدى لها في صفحات أخرى تعرف منشوراتها ووسومها تفاعلا كبيرا على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” مثل “blackmoroccans”، أي “المغاربة السود”، التي تنشر وتحذر من بعض مظاهر التمييز بناء على لون البشرة المستمرة في الواقع المغربي اليوم، وماضي العبودية بالبلاد، وتعرف بأنشطة ومبدعين ينصفون تاريخ المغاربة السود، ويناهضون التمييز بناء على اللون، قصد إنهاء “حالة إنكار العنصرية ضد السود في المغرب”.

كما تثير موضوع العنصرية صفحات أخرى يسيرها مغاربة على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”، مثل “coupleflkharij” التي تنشر رسومات رقمية ضد مجموعة من التصرفات التمييزية أو التي تحمل أحكاما مسبقة، ومن بين ما تناهضه استعمال ألفاظ تحضر في الدارجة المغربية مثل “عزي، كحلة، عزية، كحلوشة، اللويّن”، داعية إلى عدم اختصار الشخص في لون بشرته.

وانخرطت منذ ما يقرب 7 سنوات حملات مثل “ماسميتيش عزي” في الإطار نفسه، داعية المغاربة إلى الابتعاد عن استعمال الألفاظ التمييزية ذات الحمولة القدحية عند الحديث عن المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، أو المغاربة ذوي البشرة السمراء أو الداكنة. وهي حملة تستمر اليوم بشكل آخر، إذ تنظم سلسلة من الندوات لتشجيع إعداد قانون يجرم العنصرية بالمغرب.

hespress.com