يمكن أن يؤثر انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم (نقص السكر في الدم) على الأشخاص بدرجات متفاوتة بعضها خطير. تُعرَّف هذه الحالة باسم “هايبوجلايسيميا” ويصل فيها تركيز الجلوكوز في البلازما أو الجلوكوز في الدم إلى أقل من 70 مغم / ديسيلتر، في حين تتراوح مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم ما بين 72 إلى 108 مغم / ديسيلتر. ولكن ربما تبدأ الأعراض الخطيرة في الظهور عند الوصول إلى مستويات دون 55 مغم / ديسيلتر، بحسب ما نشره موقع Boldsky.

زيادة وفيات مرضى السكري

وفقًا لدراسة أميركية، أجراها بروفيسور فيليب ماثيو من مركز ومستشفى سانت لوكاس، فإن نقص السكر في الدم هو أكثر المضاعفات إهمالًا والذي تسبب في زيادة الوفيات بسبب مرض السكري بمقدار ستة أضعاف. يرجع السبب الرئيسي لانخفاض نسبة السكر في الدم إلى العلاجات الخافضة للجلوكوز، حيث أنه غالبًا ما يخضع مرضى السكري لأدوية تساعد على خفض مستويات الجلوكوز في أجسامهم. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب هذه الأدوية في انخفاض مستويات الجلوكوز عن المعدل الطبيعي. كما أن حالة “هايبوجلايسيميا” أكثر انتشارًا بثلاث مرات في مرضى السكري من النوع الأول مقارنة بمرضى السكري من النوع الثاني.

أسباب أخرى للـ”هايبوجلايسيميا”

لا ترتبط حالات “هايبوجلايسيميا” دائمًا بمرض السكري، حيث يمكن أن تؤدي حالات أخرى، مثل نقص الهرمونات وأورام الخلايا غير الجزيرية والإنتان والفشل الكلوي وسوء التغذية، أيضًا إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم.
أعراض عامة لـ”هايبوغلايسيميا”

1. اضطراب ضربات القلب
وفقًا لدراسة، أجراها بروفيسور سانديب تشوبرا، يمكن أن يتسبب النقص الحاد للسكر في الدم في آثار قلبية وعائية مثل عدم انتظام ضربات القلب (سواء بسرعة كبيرة أو ببطء شديد) أو خفقان القلب (قصير الأجل) الذي يحدث عادة بسبب الإجهاد أو النشاط البدني.

2. الإعياء والتعب
يؤدي تكرار انخفاض نسبة السكر في الدم في بعض الحالات في رغبة ملحة في تناول الكافيين نتيجة للشعور بالإرهاق والتعب. وتُعرف متلازمة التعب بسبب السكري أيضًا على أنها عرض تقديمي يرتبط بظهور مضاعفات الأوعية الدموية والتغيرات الهرمونية بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، بحسب ما جاء في دراسة نشرها بروفيسور سانجاي كالرا، المتخصص في الغدد الصماء.

3. تغير المزاج
تشير دراسة علمية، نشرتها جمعية علم النفس الأميركية، إلى أن حالات انخفاض السكر في الدم بشكل حاد يمكن أن تتسبب في تغيرات مزاجية لدى البالغين الأصحاء وغير المصابين بالسكري. يترافق تغير الحالة المزاجية بسبب “هايبوجلايسيميا” أيضًا مع انخفاض في الطاقة والتهيج والتعب لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد استعادة مستويات الجلوكوز.

4. شحوب البشرة
يلعب هرمون الكورتيزول دورًا مهمًا في إدارة مستويات السكر في الدم. وفقا لدراسة، نشرتها جامعة نيهون اليابانية، يمكن أن يكون شحوب البشرة علامة محتملة على نقص السكر في الدم بسبب قصور الغدة الكظرية. في حالات مثل أمراض أديسون، لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الكورتيزول مما قد يؤدي إلى قصور الغدة الكظرية ويسبب أعراضًا مثل شحوب الجلد.

5. اضطرابات النوم
يرتبط اضطراب النوم ونقص السكر في الدم بشكل كبير. حدثت حالات وفاة أثناء النوم لدى مرضى “هايبوجلايسيميا”، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم انتظام ضربات القلب وعدم التوازن الهرموني. ووفقا لدراسة نشرتها جامعة لوبيك الألمانية، يعاني بعض المرضى، وخاصة الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول، من اضطرابات النوم مثل النعاس أثناء النهار والأرق ليلًا.

6. التوتر
يمكن أن تؤدي حالات “هايبوجلايسيميا” إلى زيادة حادة في الأدرينالين، مما يتسبب في بعض الأعراض العصبية والنفسانية مثل التوتر. وتشير نتائج دراسة، أجريت في الكلية الكندية للطب الطبيعي، إلى أن نقص فيتامين B6 وB12 والبروتينات وأحماض أوميغا-3 الدهنية لدى غير مرضى السكر يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالتوتر والقلق.

7. الجوع
تشير نتائج دراسة علمية، أعدها بروفيسور برند شولتز من جامعة لوبيك الألمانية، إلى أنه في مرضى السكر، تتسبب علاجات خفض الجلوكوز في البلازما أحيانًا إلى زيادة الوزن عن طريق زيادة الشعور بالجوع وبالتالي زيادة مرات تناول الطعام. ولكن مع تكرار حالات “هايبوجلايسيميا” ربما يحدث حالة نفور من الطعام، حيث أن أعراض الشعور بالجوع أكثر شيوعًا لدى مرضى السكر الجدد إلى حد كبير.

8. النفور من الطعام
تظهر حالات النفور من الطعام بسبب “هايبوجلايسيميا” بشكل واضح عند الأطفال أو الرضع المصابين بداء السكري. وتلعب التغذية دورًا حيويًا في إدارة نقص السكر في الدم عند الأطفال.

9. وخز وتنميل
يصاحب “هايبوجلايسيميا” أحاسيس غير طبيعية في الجلد مثل الوخز والتنميل والحرقان، خاصة على الشفاه واللسان والخد. وتقول دراسة أعدها بروفيسور سيمين محسني من جامعة لينشوبينغ السويدية إن “هايبوجلايسيميا” يمكن أن يتسبب في بعض الأحيان في حدوث تغييرات في كل من الجهاز المركزي والمحيطي الجهاز العصبي الذي قد يؤدي إلى تنمل.

10. صداع
تحدثت دراسة أميركية عن انتشار الصداع لدى مرضى السكر بسبب نقص السكر في الدم. وتقول الدراسة، التي نشرها مركز فرانكلين الطبي، إن الأعراض قد تحدث أحيانًا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري غير المستقر نتيجة ظاهرة الارتداد. كما لوحظ صداع النوم في حالات قليلة.

11. وجع عضلي
يمكن أن تسبب “هايبوجلايسيميا” اعتلالًا عصبيًا مؤلمًا مثل آلام العضلات لدى البعض. تشير دراسة، أجراها علماء من الولايات المتحدة والصين، إلى أن حقن الأنسولين يمكن أن يتسبب في بعض الأحيان في انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري. ولكن تضيف الدراسة أيضًا أن نقص السكر في الدم لا يمكن اعتباره عاملاً وحيدًا لتطور الاعتلال العصبي لدى مرضى السكر.

12. تبول ليلي متكرر
ترتبط الحاجة المتكررة للتبول في الليل بشكل أساسي بارتفاع مستويات السكر في الدم “هايبرجلايسيميا”، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا في حالات “هايبوجلايسيميا” بسبب اضطرابات النوم أو أدوية السكري.

13. مشكلات الجهاز الهضمي
كشفت دراسة، أعدها بروفيسور ستيفن ميدلتون من جامعة كمبريدج البريطانية، أن المضايقات المعدية المعوية لدى مرضى سكر الدم. تحدث في حالة “هايبوجلايسيميا” بشكل رئيسي بسبب خلل في خلايا بيتا والاضطرابات في تنظيم الجلوكوز بواسطة الأنسولين والجلوكاجون. تشمل الأعراض المعدة والانتفاخ والإسهال.
أعراض خطرة لـ”هايبوجلايسيميا”
يمكن أن تصل حالة “هايبوجلايسيميا” إلى مستويات حادة الانخفاض في بعض الأحيان مما يتسبب في أعراض خطيرة مثل:

14. الاضطرابات البصرية
يمكن أن يسبب نقص السكر في الدم الحاد أو لفترات طويلة مشاكل في وظائف الشبكية وحساسيتها، في كل من مرضى السكر وغير مرضى السكر. ويشمل مشاكل مثل عدم وضوح الرؤية وفقدان حساسية التباين (عامل يساعد في قيادة السيارات والمركبات ليلاً). تشير نتائج دراسة نشرتها كلية طب جامعة ولاية نيويورك إلى أن “هايبوجلايسيميا” تؤدي إلى انخفاض استجابة الشبكية وزيادة موت خلايا الشبكية، مما يؤدي إلى اضطرابات بصرية خطيرة.

15. النوبات والغيبوبة
أظهرت دراسة، أجرتها جامعة كاليفورنيا، أن النوبات يمكن أن تحدث كأعراض مبكرة لحالات نقص السكر في الدم بسبب إعطاء الأنسولين. ويمكن لعقاقير أو حقن الأنسولين أن تقلل مؤقتًا من إمداد الجلوكوز أو الغلوتامات إلى الدماغ وتسبب نوبات، مصحوبة بغيبوبة على الأرجح بعد 108 دقيقة.

16. فقدان الوعي
يصاب العديد من المرضى المصابين بحالات “هايبوجلايسيميا” بضعف الوعي أو فقدان الوعي. وتنتشر تلك الأعراض بشكل رئيسي بين الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يعانون من مرض السكري لمدة تزيد عن 10 سنوات وفي الأشخاص الذين يعانون من ندرة المراقبة الذاتية لمستويات الجلوكوز. وتشير نتائج دراسة كندية إلى أن فقدان الوعي يؤثر على حوالي 20-25% من مرضى السكري من النوع الأول وحوالي 10% من مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتناولون الأنسولين.

alarabiya.net