تسببت نبتة شوك العلك، المعروفة بالاسم العلمي Atractylis gummifera، في وفيات لافتة في صفوف عدد من الأطفال بسبب تعرضهم للتسمم بسببها.

وأشار المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة، أنه تلقى خلال الفترة الممتدة من 2009 و2018 حوالي 98 حالة تسمم بسبب هذه النبتة.

وذكر المركز، ضمن العدد 46 من مجلته علم السموم، أن نسبة الأطفال من الحالات الـ98 كانت في حدود 41.8 في المائة، مضيفا أن من مجموع الحالات التي تسممت بهذه النبتة توفي 13، وهو ما يمثل نسبة فتك في حدود 13.26 في المائة، يمثل الأطفال منهم حوالي 92.3 في المائة.

وذكر خبراء المركز أن هذه النبتة لها مجموعة من الأسماء، مثل أداد والداد وشوك العلك، وهي نبتة توجد في شمال إفريقيا وجميع أنحاء البحر المتوسط.

وحسب المجلة فإن هذه النبتة مسؤولة عن التسمم، الذي غالباً ما يكون جماعياً، إذ يصيب العديد من الأطفال من العائلة نفسها بالقرى، حيث يأخذون المادة البيضاء التي تفرزها النبتة كعلكة أو يخلطونها مع الخرشوف البري.

وترتبط سُمية هذه النبتة أساساً باحتوائها على مادتين، هما أتراكتيلوسيد وكربوكسياتر أكتيلوسيد، القادرتان على تثبيط الفسفرة التأكسدية الميتوكوندرية ودورة كريبس، وتهددان خلايا الكبد والكلى والبنكرياس وعضلة القلب.

وجاء ضمن المجلة العلمية الصادرة عن المركز أن ابتلاع المادة السامة من هذه النبتة يمر بمرحلة كمون تتراوح من 6 إلى 24 ساعة، وقد تصل إلى 36 ساعة، وهو ما يؤخر رعاية المريض.

وخلال الأربع والعشرين ساعة من ابتلاع المادة، تظهر على المريض اضطرابات عدة في الجهاز الهضمي، من الألم في البطن والقيء المتكرر والإسهال والبراز الأسود، إضافة إلى علامات عامة مثل الصداع وانخفاض حرارة الجسم والعطش الشديد، كما تسبب اضطرابات عصبية مثل الغيبوبة.

وفي الحالات الخطرة من التسمم، تكون هناك مضاعفات تنفسية وقلبية وكبدية إضافية. وغالباً ما يكون هذا التطور قاتلاً في النهاية، لذلك أوصى المركز بدمج التحسيس والمعلومات حول هذا الأمر في المناهج التعليمية في المناطق الموبوءة بهدف تقليل خطر التسمم.

hespress.com