هناك بعض المعتقدات الشائعة المتعلقة بصحة العين، مثل إمكانية تعزيز قوة الإبصار والرؤية بشكل أفضل والتخلي عن استعمال النظارات من خلال بعض التمارين. فما مدى صحة هذه المعتقدات؟
بعض التمارين تحسن من أداء العينين – محل شك كبير
قال طبيب العيون لودجر فولرينج إن أسلوب حياة المرء يؤثر على عيونه، موضحا: “يعمل أسلوب الحياة الصحي على تعزيز صحة العيون على المدى الطويل”. ومع ذلك ينظر الطبيب الألماني إلى تمارين العيون المستهدفة بنظرة متشككة؛ نظرا لأن حالة الاستجماتيزم أو قصر النظر لا يمكن تغييرها بواسطة تمرين العين. وأضاف فولرينج قائلا: “قد يساعد التدريب البصري على التعود على ضبابية الرؤية مؤقتا، ولكنه لا يساعد على التخلص منها”.
وأضاف طبيب العيون قائلا: “يرجع التعود إلى معالجة الانطباع البصري في الدماغ، غير أن هذا التأثير لا يحدث دائما”. ويظهر الاستجماتيزم في البداية من خلال الشعور بصداع أو آلام في العينين، وبعد ذلك يحدث عدم وضوح في الرؤية، وعادة ما يحدث الاستجماتيزم عندما لا يكون سطح العين منحنيا بشكل متساوٍ في جميع الاتجاهات مثل الكرة، ولكن أنصاف الأقطار تكون منحنية بدرجات مختلفة، وهنا يبدو سطح العين مثل البيضة.
وعادة ما يرجع قصر النظر إلى أن مقلة العين طويلة جدا بالنسبة إلى قوة انكسار القرنية والعدسة، بحيث لا تسقط أشعة الضوء على شبكية العين، ولكن أمامها، وأضاف فولرينج قائلا: “في أغلب الأحيان يتم تصحيح حالة الاستجماتيزم وقصر النظر بواسطة الأدوات البصرية المساعدة وليس تدريب العين”.
وعلى الجانب الآخر أجاب مدرب الرؤية ألفريد مولباخر من مدينة تيرول عما إذا كان يمكن تحسين قدرة الإبصار من خلال التمرين المستهدف بكل وضوح بـ “نعم”، وذلك من خلال حركات العين البسيطة، والتي يمكن دمجها في الحياة اليومية. وأكد مولباخر على ذلك بقوله: “لا يجب المبالغة في أي شيء”، كما أن تدريب العين قد أثبت فعاليته في تقوية وتحسين قوة الإبصار في حالة قصر النظر والاستجماتيزم وجفاف العين، وهو ما يعرف باسم “متلازمة عين المكتب”.
وبدورها، أشارت بوابة الصحة “ميديتسين ترانسبيرانت” إلى أن الدراسات الحالية لا يمكنها افتراض أي تأثير وقائي أو علاجي لقصر النظر من خلال تدريب العين. وبالنسبة لمعظم أمراض العيون فإنه لا يوجد دليل مماثل على فعالية هذه التمارين، كما أنه من غير المتوقع حدوث آثار جانبية خطيرة على العين من خلال هذه التدريبات.
التحديق لفترة طويلة في شاشة يرهق العينين – صحيح
يؤدي التحديق لفترة طويلة في شاشة الهاتف الذكي أو جهاز الألعاب أو الحاسوب إلى إرهاق العينين. وأوضح مدرب الرؤية مولباخر قائلا: “تتساقط الدموع من العينين في البداية، ثم تظهر بها بعض التشنجات وتفقد القدرة الكاملة على الإبصار”.
وأوصى طبيب العيون فولرينج بتجنب “رتابة الرؤية” وبالتالي تجنب “متلازمة عين المكتب”، وأضاف قائلا: “التحديق لساعات طويلة في الشاشات يؤدي إلى الإصابة بجفاف العين والتوتر”. ولذلك ينبغي على المرء أن يأخذ فترات راحة منتظمة وأن يتجول بناظريه لمسافات أطول؛ حيث يعمل ذلك على إراحة عضلات العين.
علاوة على أن العين تغمض بدرجة أقل من المعتاد عند العمل أمام شاشات الحواسيب، ونتيجة لذلك لا يتوزع السائل الدمعي بشكل كافٍ على سطح العين، وتصبح العين جافة، ولذلك يتعين على المرء، الذي يعمل لساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب أن يرمش كثيرا بشكل واعٍ. وبالنسبة للأطفال فإن طبيب العيون ينصح بقضاء ساعتين على الأقل في الخارج في وضح النهار؛ لأن ذلك يقلل من احتمالية إصابتهم بقصر النظر.
عند التخلي عن أدوات المساعدة البصرية فإن العين تعتاد على ضبابية الرؤية – خاطىء
التخلي عن النظارات أو العدسات اللاصقة لا يساعد العينين على التعود على قدرة الإبصار المطلوبة. وأوضح طبيب العيون فولرينج قائلا: “لن تعتاد العينين على أي شيء، وغالبا ما يقوم الأشخاص، الذين يعانون من قصر النظر، بإغلاق أعينهم قليلا دون وعي من أجل الرؤية بشكل أوضح أو أنهم يقومون بتغيير وضعية الجسم، وفي كلتا الحالتين يعانون من الصداع والتوتر”. وبالنسبة للأطفال ينصح فولرينج بضرورة تصحيح قصر النظر بشكل مثالي، حتى يمكن تجنب تطور قصر النظر.
أسلوب الحياة يؤثر على صحة العين – صحيح
أكد طبيب العيون أن أسلوب الحياة الصحي مفيد للعيون؛ حيث إنه يحد من تطور أمراض العيون المختلفة مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين والتنكس البقعي المرتبط بالعمر وأمراض الشبكية المرتبطة بمرض السكري، بالإضافة إلى إمكانية التأثير عليها.
ويتضمن أسلوب الحياة الصحي ممارسة الرياضة بصورة منتظمة واتباع نظام غذائي متنوع وغني بالفيتامينات والإقلاع عن التدخين. وأوصى طبيب العيون الألماني بتناول الجزر والخضروات ذات الأوراق الخضراء مثل السبانخ؛ لأنها تحتوي على مادة “اللوتين”، التي تحمي شبكية العين من التلف عند نقطة الرؤية الأكثر حدة.