أكدت مدير إدارة المناعة واللقاحات في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة كاثرين أوبراين، أن من تلقوا الجرعة الأولى من لقاحات كورونا بدأت تظهر استجابة مناعية جيدة لديهم في غضون أسبوعين تقريبا. كما تبين بالفعل أن الجرعة الثانية من اللقاح تعزز الاستجابة المناعية وتزداد قوتها خلال فترة زمنية أقصر.

جاء ذلك في لقاء أجرته فيسميتا جوبتا سميث، في الحلقة رقم 23 من المجلة المتلفزة “العلوم في خمس”، التي تبثها منظمة الصحة العالمية عبر صفحتها في “تويتر”، بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد وسلالاته المتحورة واللقاحات المضادة له.

مدة المناعة ونقل العدوى

وأضافت أوبراين أنه مازال غير معروف إلى متى تستمر المناعة من اللقاحات المتوفرة حاليًا، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تتابع الأشخاص، الذين تلقوا التطعيمات لمعرفة ما إذا كانت استجابتهم المناعية تدوم مع مرور الوقت أم لا، وطول الفترة الزمنية التي يتمتعون فيها بالحماية من المرض. ولذلك فإنه يلزم الانتظار حتى يمر الوقت الكافي للتأكد إلى متى يستمر تأثير اللقاحات.

وحول ما إذا يمكن أن يُصاب من تلقى التطعيم بكوفيد-19 وأن ينقل العدوى إلى الآخرين أيضًا، قالت دكتور أوبراين إن التجارب السريرية أظهرت أن هذه اللقاحات تحمي المتلقين من مرض كوفيد-19، ولكن مازال غير معروف أيضًا حتى الآن من التجارب السريرية ما إذا كانت اللقاحات تحمي من مجرد الإصابة بفيروس كوفيد-19 فقط، أم أنها أيضًا يمكن أن تحمي من احتمال نقل العدوى إلى شخص آخر، مشيرة إلى أن هذا جزء مهم حقًا ويحتاج لمزيد من الفهم والمتابعة.

استمرار الإجراءات الاحترازية

وأوضحت أوبراين أنه بعد التطعيم لابد من مواصلة الالتزام بكافة الاحتياطات والإجراءات الاحترازية، حيث إن العلماء مازالوا يدرسون ما يمكن أن تفعله اللقاحات، وما إذا كانت تكفل الحماية من الإصابة بكوفيد-19 ونشر العدوى إلى أشخاص آخرين أم لا. وبالتالي، فإن الوضع يبقى على ما هو عليه، بخاصة وأن هناك انتشارا للعدوى خارج عن السيطرة في بعض البلدان.

ويعتمد الأمر برمته على مدى قدرة المجتمعات والبلدان على وقف انتشار العدوى بشكل وبائي، حيث إنه وبهذه الطريقة، يمكن للقاحات أن تقوم بعملها الأفضل في الوقاية من كوفيد-19.

وتطرقت أوبراين إلى أن هناك فئات عمرية وبعض الحالات التي لم يتم السماح بحصولهم على اللقاح مثل الأطفال. وهكذا فإنه بالوقت الحالي، ستستمر هذه الفئات العمرية في التعرض لخطر كل من المرض والعدوى والقدرة على نقل العدوى إلى أشخاص آخرين.

كما أن السبب الثاني لأهمية الاستمرار في الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية هو نقص المعروض من اللقاحات، لأنه لا يوجد كميات كافية من اللقاحات حتى الآن في المجتمعات لحماية الجميع.

وأردفت أوبراين قائلة إن هذه الأسباب تبرر المطالبة بضرورة الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات الاحترازية، خاصة ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وغسل اليدين وعدم التواجد وسط مجموعات كبيرة.

وأظهر إحصاء لـ”رويترز” أن ما يربو على 103.19 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى
مليونين و233,556.

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.

alarabiya.net