ما إن يسطع نجم لاعب في الدوري المغربي حتى يتم ربط اسمه بالأندية الخليجية، في صفقات محتملة، يسخر لها وكيل الأعمال والمسير كل المجهودات لتتم بنجاح لدوافع مالية، مع استثناءات قليلة (الفتح الرياضي مثالا)، لينشط تصدير “نجوم” البطولة نحو أندية الإمارات وقطر والسعودية، بعدما كان الجيل السابق نشيطا في دوريات أوروبا وسفيرا للاعب المحلي في القارة العجوز.
الهاجس المادي يطغى على الرياضي
اعتبر حسن ناضر، الدولي المغربي السابق والهداف السابق للدوري البرتغالي، أن الهاجس المادي يظل أبرز عامل يدفع اللاعب لتحجيم طموحه رياضياً، ليصبح هدفه الأساسي هو ضمان الانتقال إلى الدوريات الخليجية، لتأمين وضعه المالي والاجتماعي.
وأوضح ناضر، في تصريح لـ”هسبريس”، أن المسيرين المغاربة، بدورهم، يتهافتون على العروض الخليجية لضمان مداخيل مالية مهمة، عوض الاشتغال على تطوير التكوين وتسويق اللاعبين أوروبيا، نظرا لارتفاع القيمة المالية للعروض في دوريات الخليج مقارنةً بالأندية الأوروبية.
دوريات أوروبا تخيف اللاعب المغربي
يرى حسن ناضر أن اللاعب نفسه، في ظروفه الحالية من الناحية الاحترافية، يتحفظ عن التفكير في خوض تجارب في الدوريات الأوروبية، مردفا “بعض اللاعبين وإن كانوا يتمتعون بموهبة كبيرة، لكنهم يدركون أنهم لن يستطيعوا مسايرة الإيقاع الأوروبي، خصوصا من ناحية العقلية الاحترافية..”.
وأضاف ناضر “هذه الحالات تحيلنا في البداية والنهاية إلى مسألة التكوين في واقعنا الكروي، فالموهبة دون تكوين نفسي ورياضي لا يمكن أن تتأقلم مع التطور الذي تعرفه الكرة عبر العالم.. باستثناء الفتح الرياضي الرباطي وأكاديمية محمد السادس، فالتكوين نقطة مقصر في حقها من طرف الأندية الوطنية”.
النصيري وبونو.. زئير “أسدين” عابر للقارات
على قلتهم، لا يقدم اللاعبون المغاربة الذين انتقلوا من المغرب صوب الأندية الأوروبية، عروضا مبهرة، باستثناء الثنائي ياسين بونو، خريج مدرسة الوداد الرياضي، ثم يوسف النصيري، خريج أكديمية محمد السادس، اللذين عانيا الأمرين قبل أن يصدح زئيرهما مع نادي إشبيلية الإسباني.
وأشار ناضر، الذي فاز بلقب الهداف التاريخي لنادي “فارينس” البرتغالي في التسعينيات، والحائز على الميدالية على ذهبية للاستحقاق الرياضي من مدينة فارو البرتغالية، إلى أنه باستثناء النصيري وبونو، ثم جواد الياميق ونايف أكرد، يظل مستوى اللاعب المغربي المُصدَّر إلى “القارة العجوز” متواضعا وغير مشجع للأندية الأوروبية من أجل ولوج السوق المغربية، عكس ما كان عليه الأمر في الثمانينيات والتسعينيات.
وزاد موضحا: “آنذاك كان بادو الزاكي، وعزيز بودربالة، ونور الدين النيبت، وأنا وغيرنا من اللاعبين الذين انطلقوا من البطولة الوطنية وتألقوا في الأندية الأوروبية التي انتقلوا إليها، فكنا بمثابة سفراء للاعبين المغاربة في ملاعب أوروبا، إلى درجة أن بعض المسيرين كانوا يلجؤون إلينا لاقتراح لاعبين مغاربة للتعاقد معهم”.