– أكد سفير المغرب لدى الأرجنتين، السيد يسير فارس، أن المغرب يشهد، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “دينامية اقتصادية قوية”، مسلطا الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز الاستقرار بالمنطقة المغاربية والشرق الأوسط.
وقال السيد فارس، في حديث للمحطة الإذاعية الأرجنتينية “راديو كولتورا”، إن المغرب يشهد، منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، “دينامية اقتصادية قوية”، مشيرا إلى أن المملكة “راهنت خلال العقدين الماضيين على تطوير البنية التحتية باعتبارها أساس التنمية الاقتصادية”.
وأضاف، في هذا الصدد، أن هذه الجهود تجسدت في بناء بنى تحتية ضخمة في مختلف جهات المملكة مثل ميناء طنجة المتوسط وميناء الداخلة وشبكة الطرق السيارة والقطار فائق السرعة (البراق) وغيرها من المشاريع، لافتا إلى أن المغرب بات، بفضل الاستقرار السياسي الذي ينعم به، وجهة لجذب الاستثمارات الأجنبية بالمنطقة.
وتطرق الدبلوماسي المغربي أيضا إلى استراتيجية المملكة لتعزيز التنمية في القارة الإفريقية، وأكد أن المغرب، الذي يتمتع بثقة دولية عالية، حاضر بقوة في إفريقيا، لاسيما من خلال القطاع البنكي لمواكبة الاستثمارات في العديد من البلدان الإفريقية.
وفي السياق ذاته، ذكر بأنه لضمان حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع بين أوربا والمغرب وبلدان غرب إفريقيا، تدخل المغرب في نونبر الماضي لتأمين معبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية، وذلك بعد أن قامت +البوليساريو+، المدعومة من قبل الجزائر وجنوب إفريقيا، بالدفع بمليشيات تابعة لها لعرقلة حركة السير على مستوى هذا المحور الطرقي، الذي يعد نقطة العبور الوحيدة بين أوروبا والمغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
ولفت السيد فارس إلى أن ميليشيات +البوليساريو+ دأبت في إطار مناوراتها المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، خلال السنوات الماضية، على عرقلة حركة السير بهذا المعبر الدولي الذي يكتسي أهمية استراتيجية كبرى، مشيرا إلى أن تدخل المغرب أعاد ضمان انسيابية حركة المرور المدنية والتجارية بالمنطقة.
وذكر، في هذا الصدد، بأن الجزائر، التي اختلقت المجموعة الانفصالية وتحتضنها وتمولها وتسلحها وتدعمها، ملزمة بالانخراط في عملية إيجاد تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية على أساس مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب ويصفها مجلس الأمن الدولي ب “الجدية وذات المصداقية”.
من جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي المغربي الجهود الذي تبذلها الرباط لإيجاد مخرج للأزمة الليبية، والتي تتجلى أساسا في احتضان المملكة لجلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين، مسلطا الضوء على الدور الذي تضطلع به المملكة من أجل ضمان استقرار المنطقة، لاسيما من خلال محاربة التطرف ومكافحة الاتجار بالبشر وبالمخدرات وغسل الأموال وتعزيز التعايش بين الأديان.
وبخصوص استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، أكد أن هذه الخطوة تندرج في إطار الدفع بإعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، وذكر بالدور التاريخي الذي لعبته المملكة وتواصل الاضطلاع به من أجل التقريب بين الشعوب وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
كما أبرز قيم التعايش والتسامح المتجذرة في المجتمع المغربي، وذكر بأن جلالة المغفور له محمد الخامس رفض بشكل قاطع، خلال الحرب العالمية الثانية، تسليم المواطنين المغاربة من ذوي الديانة اليهودية إلى نظام فيشي.
وسلط سفير المغرب لدى الأرجنتين، خلال هذا الحديث، أيضا الضوء على استراتيجية المغرب في مجابهة وباء كورونا، وإطلاق حملة تلقيح مجانية لتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات بكوفيد-19، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى المثال بتلقي جلالته الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس