في سابقة من نوعها، غيرت جبهة البوليساريو الانفصالية من نبرتها تجاه منظمة الاتحاد الإفريقي بعدما نجحت الدبلوماسية المغربية في إبعاد ملف الصحراء عن أشغال الدورة العادية الرابعة والثلاثين.

وفي وقت أبدت المملكة المغربية ارتياحها لما أسفرت عنه عملية تجديد هياكل الاتحاد الإفريقي خلال الانتخابات التي جرت ضمن القمة الإفريقية المنعقدة عبر تقنية التناظر المرئي، هاجمت جبهة البوليساريو على لسان “وزير خارجيتها”، محمد سالم السالك، الاتحاد الإفريقي بعدما فقد خصوم المغرب مناصبهم القيادية بالتكتل الإفريقي.

وقال القيادي الانفصالي محمد سالم السالك إنه “إذا لم تتم معاقبة المغرب على أفعاله المخالفة لمبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي فإن مستقبل المنظمة هو الذي سيكون على المحك”، مشككاً في “الشرعية التي يتمتع بها الاتحاد الإفريقي”.

ونجح المغرب في إحباط مخطط لجنوب إفريقيا حاول إقحام ملف الصحراء من خلال اجتماع آلية “الترويكا” قبل مغادرة بريتوريا الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. واعتبرت المملكة أن انعقاد هذه الآلية في ظل رئاسة جنوب إفريقيا لم يكن مناسباً، بسبب مواقفها المنحازة واستغلالها منصبها في أمور سياسية تخدم أجندتها.

وأوضح الوزير ناصر بوريطة أن القمة عرفت محاولات لإقحام ملف الصحراء وتصريحات لمسؤولين في الاتحاد لكنها لم تنجح، موردا أن “آلية الترويكا ومجلس الأمن والسلم لم ينعقدا لأن الدول الإفريقية أصبحت تعي أن استغلال الاتحاد في أجندات لا علاقة لها بمصلحة إفريقيا لم يعد ممكنا”.

وأضاف الوزير أن تجديد الهياكل مكّن الاتحاد الإفريقي “من التخلص من مفوضين كانوا يستغلونها لأجندات لا علاقة لها بمصالح إفريقيا ولا القرارات المتخذة من قبلها، إذ كانوا يعتبرونها ملحقة دبلوماسية تخدم أجندات معينة”.

وفقدت جبهة البوليساريو آخر معاقلها باعتبارها عضوا بالمنظمة الإفريقية، وذلك بعد نجاح الدبلوماسية المغربية في إبعاد ملف الصحراء عن القمم الثلاث الأخيرة للاتحاد الإفريقي، سواء في التقارير أو القرارات.

وأصيبت الجبهة الانفصالية بخيبة أمل كبيرة بعد انتخاب الدبلوماسي النيجيري بانكول أديوي مفوضا للشؤون السياسية والسلام والأمن في الاتحاد الإفريقي، خلفا للجزائري إسماعيل شرقي، الذي كان مسؤولاً منذ سنوات عن إعداد التقارير المعادية للمملكة المغربية.

وباتت الطريق سالكة اليوم أمام المغرب بعد عودته إلى المنظمة سنة 2017 لإنضاج شروط طرد “الكيان الوهمي” من الاتحاد الإفريقي، وهو مخطط تشتغل عليه الرباط في صمت بعيداً عن أعين الصحافة، خصوصا بعد تراجع الدعم الذي كانت تحظى به الجبهة في التنظيم القاري.

hespress.com