سرّع فيروس “كورونا” المستجد من عملية التحول في استهلاك الإعلام الرقمي بالمقارنة مع فترة ما قبل الوباء؛ فقد شهد المغرب على غرار الدول الإقليمية ازديادا متدرجا في استخدام الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الازدياد في الاعتماد على هذه المواقع كمصدر للحصول على الأخبار المستجدة.
وأفاد منشور تحليلي لشبكة “الباروميتر العربي” بعنوان “الاستهلاك الإعلامي الرقمي في الأزمنة المضطربة”، أعدّه الدكتور عبد الوهاب الكيالي، بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت المصدر الرئيسي للعديد من المواطنين العرب فيما يخص الحصول على الأخبار العاجلة، بناءً على بيانات الدورة السادسة للباروميتر العربي – الاستطلاع الأول.
ويتقدم الأردن في هذا المجال، حيث قال 52 بالمائة من الأردنيين إنهم يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للحصول على الأخبار العاجلة، متبوعا بلبنان والجزائر، حيث صرح 43 بالمائة من المستجوبين في البلديْن بأنهم يعتمدون على تلك المواقع كمصدر رئيسي للأخبار، بينما قال 36 بالمائة من كل من التونسيين والمغاربة إنهم يعتمدون على تلك المواقع كمصدر للأخبار.
وبخصوص الفئات، فإن 60 بالمائة من ذوي التعليم الجامعي بالمغرب يعتمدون على “الوسائط الاجتماعية” كمصدر رئيسي للحصول على الأخبار العاجلة، مقارنة بـ27 بالمائة فقط من ذوي التعليم الثانوي فما دون.
ومن الدول المستطلعة، كانت الفجوة الأكبر في الجزائر، حيث قال 71 بالمائة من الذين أعمارهم ما بين 18 و29 سنة إنهم يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للحصول على الأخبار العاجلة مقارنة بـ34 بالمائة فقط من الذين أعمارهم 30 سنة فما فوق.
ووفقا لبيانات الدورة السادسة للباروميتر العربي – الاستطلاع الأول، تستخدم الغالبية الساحقة من المواطنين في البلاد المستطلعة الإنترنت بشكل يومي. في لبنان والأردن قال حوالي 9 من كل 10 مواطنين إنهم يستهلكون الإنترنت بشكل يومي، فيما صرح حوالي 3 من كل 4 جزائريين بأنهم يستهلكون الإنترنت بهذا المقدار، بينما قال حوالي 2 من كل 3 مغاربة وتونسيين إنهم يستهلكون الإنترنت على الأقل مرة في اليوم.
الفجوات الأكبر ما بين الفئات الاجتماعية المختلفة هي (وكما كان متوقعا) ما بين الشباب والفئات الأكبر عمراً. من الدول المستطلعة، كانت الفجوة الأكبر في تونس، حيث قال 91 بالمائة من الذين أعمارهم ما بين 18 و29 سنة إنهم يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، بينما قال 51 بالمائة فقط من الذين أعمارهم 30 سنة فما فوق إنهم يستخدمون الإنترنت بالوتيرة نفسها.
وبالنسبة إلى المغرب، فإن 76 بالمائة من الذين أعمارهم تتراوح بين 18 و29 سنة أكدوا أنهم يستخدمون الإنترنت بصفة يومية، فيما أورد 59 بالمائة فقط من الذين أعمارهم 30 سنة فما فوق أنهم يستعملون الشبكة العنكبوتية بالوتيرة نفسها.
وهنالك فجوات كبيرة في استخدام الإنترنت ما بين الذين يحوزون على تعليم جامعي وأقرانهم من ذوي التعليم الثانوي فما دون. في هذا المجال، كانت الفجوة الأكبر في المغرب، حيث قال 91 بالمائة من ذوي التعليم الجامعي إنهم يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، بينما صرح 56 بالمائة فقط من ذوي التعليم الثانوي فما دون بأنهم يستخدمون الانترنت بالمعدل ذاته.