قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه يتعرض لهجمات شرسة وحملات إعلامية وسياسية مستمرة تحاول أن “تسيء إلى العدالة والتنمية وكأن هذا الحزب هو وحده الموجود في المغرب”.
واعتبر العثماني، في كلمة له بالملتقى الجهوي الخامس لشبيبة العدالة والتنمية بفاس مكناس، أن “بعض الأقلام تخصصت في البيجيدي للتشويش عليه وكأن الحزب ليس لديه أي إيجابية تذكر”، متسائلا: “إذا كنا كما يروج البعض فلماذا إذن صوت علينا المواطن مرتين؟”.
ورداً على انتقادات إخوانه في الحزب، رحب العثماني بفتح نقاش داخلي، وقال: “نقوم بالنقد الذاتي والصريح والجريء إذا اقتضى الحال، لا مشكل لدينا”، مردفا أن “هناك أطرافا لديها هاجس حزب العدالة والتنمية، وهو خطر الولاية الثالثة”، ويقصد الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأردف رئيس الحكومة قائلاً: “نحن لا نفكر في الانتخابات، نستعد لها لكن الآن نخدم بلدنا إلى النهاية”، مشيرا إلى أن حكومته تعرضت لمحاولة الإسقاط مراراً تارة عبر مطالب سياسية بتعديل الفصل 47 من الدستور وتارة أخرى عبر دعوات بإنشاء حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية، معتبرا هذه المطالب بمثابة “بالونات اختبار” يواجهها حزبه في كل مرة.
وتابع الأمين العام للحزب الذي يقود الحكومة، أن الكثير يراهنون على انقسام “البيجيدي” أمام كل مرحلة يواجهها، معتبرا الذي راهن على ذلك فهو “لا يفهم أننا حزب متنوع فيه آراء مختلفة، ولم يسبق لنا أن قلنا لأحد لا تعبر عن رأيك حتى وإن كان مخالفا لتوجه الحزب”. وزاد أن حزبه يقبل بحرية التعبير ولا يكمم الأفواه “لكن أن تكون هذه الآراء بدون تجريح لأحد”، بتعبيره.
وشدد المسؤول السياسي، أن “نقطة قوتنا هي التنوع، ولن نتخلى عن أعضاء الحزب عندما يعبرون عن آرائهم حتى وإن كانت مخالفة لنا”، داعيا “البيجيديين” إلى العمل دون الالتفاف إلى ما اعتبرها حملات تشويش تستهدف تنظيمه السياسي.
وفي رد غير مباشر على بعض الغاضبين من القرارات التي مرت خلال ولايته الحكومية، جدد العثماني تأكيده أن العدالة والتنمية هو “فكر إصلاحي وسيبقى دائما كذلك وفق الثوابت الوطنية والتوجه الديمقراطي وحماية كرامة المواطن”، مضيفا: “نحن واعون أن نجاح الفكر الإصلاحي يحتاج إلى منطق التراكم ومنحى التعامل الإيجابي مع الفرقاء والشركاء بدل منطق الصراع والتنازع والتفرد”.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية يعيش نقاشا داخليا إثر تقديم إدريس الأزمي الإدريسي من رئاسة المجلس الوطني للبيجيدي ومن الأمانة العامة، وتعالي بعض الأصوات المنادية بضرورة تصحيح مسار “البيجيدي”.