تشهد وتيرة عملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد بإقليم بني ملال ارتفاعا متزايدا، حيث بلغ عدد المستفيدين إلى غاية أول أمس الجمعة ما يزيد عن 53 ألفا، بمعدل متوسط يقدر بـ200 إلى 500 حقنة يومية في 46 محطة تلقيح تمت تعبئتها لهذا الغرض على مستوى الإقليم.
وقالت نزهة العسري، الطبيبة الرئيسية بالمركز الصحي النموذجي أولاد حمدان ببني ملال: “بعد بداية محتشمة، شرعنا منذ اليوم الثاني لحملة التلقيح في استقبال عدد كبير من المواطنين الراغبين في أخذ الحقنة الأولى”.
وأوضحت العسري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التدفق الكبير يرجع إلى ثقة المواطنين في النظام الصحي، وقناعتهم بأن التلقيح يبقى السبيل الوحيد لتحقيق المناعة الجماعية وضمان العودة إلى الحياة الطبيعية.
وسجلت المتحدثة أن هذه الثقة هي ثمرة للجهود التي بذلت سابقا، حتى قبل تفشي جائحة كوفيد -19، ومكنت من تحسين كبير للخدمات المختلفة التي تقدمها المؤسسات الصحية بالبلاد.
وعزت العسري نجاح حملة التلقيح أيضا إلى الجهود التي ما فتئ يبذلها المهنيون في القطاع الصحي، والسلطات والصحفيون الذين يضطلعون بأدوار تحسيسية وتوعوية أساسية من أجل تعزيز انخراط وتعبئة جميع المواطنين في هذه العملية الحاسمة، وأضافت أنه من أجل إنجاح عملية التلقيح “أنشأنا على مستوى المركز الصحي أولاد حمدان دائرة محددة تسمح برعاية المواطن والعناية به فور وصوله وإلى غاية مرحلة الملاحظة الطبية، التي تشكل الخطوة الأخيرة في مسلسل التطعيم”.
وتابعت المتحدثة بأنه بعد تسجيل المعطيات المتعلقة بهوية الشخص الراغب في التلقيح وحالته الصحية، يستفيد المرشح من استشارة ما قبل عملية التطعيم، التي تهدف إلى الحصول على معلومات تهم سجله الطبي السابق، من أجل تجنب أي آثار سلبية قد تنجم عن اللقاح، ولفتت إلى أن مركز أولاد حمدان الصحي يعتمد تنظيما صارما، ويتوفر على ثلاثة مراكز تلقيح، بهدف تقليص مدة الانتظار، وتلقيح أكبر عدد من الأشخاص في أفضل الظروف.
وفي تصريحات مماثلة، أعرب عدد من المستفيدين عن ارتياحهم لحسن سير عملية التلقيح، منوهين بالاهتمام الذي لاقوه خلال مختلف المراحل من قبل السلطات المحلية، التي تمت تعبئتها على مستوى محطات التلقيح، وكذا من قبل الطاقم الطبي وشبه الطبي والإداري.
وكانت وزارة الصحة قررت منذ 24 فبراير توسيع الاستفادة من عملية التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا المستجد، لتشمل المواطنات والمواطنين ما بين 60 و64 سنة، والحاملين لأمراض مزمنة.
وطبقا للتعليمات الملكية السامية، ستكون حملة التلقيح مجانية لجميع المواطنين، وذلك لتحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليونا، على أن يتم تلقيح نحو 80 في المائة من السكان)، وتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن الجائحة، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية إلى حياة عادية.
وسيستفيد من هذه الحملة الطبية، التي ستتم بشكل تدريجي وعلى أشطر، جميع المواطنين المغاربة والمقيمين، الذين تفوق أعمارهم 17 سنة.