تخوض جبهة “البوليساريو” الانفصالية مناورات كثيرة داخل التراب الألماني، لبث مزيد من الكهربة في العلاقات، بعد التوتر الذي شاب الروابط بين الرباط وبرلين، وامتد إلى غاية قطع العلاقات مع السفارة الألمانية بالمملكة، واستدعاء الخارجية الألمانية للسفيرة المغربية لتداول الموضوع.

وفي أول تعاليقها على القرار، قالت المدعوة نجاة هند، ممثلة جبهة “البوليساريو” في ألمانيا، إن قرار “تعليق كل أشكال التواصل” مع سفارة ألمانيا في الرباط “لم يتم فيه احترام المساطير الدبلوماسية المتعارف عليها”، مضيفة أن هذا القرار لم تعلق عليه وسائل الإعلام الرسمية في المغرب”، وفق تعبيرها.

واعتبرت المتحدثة أن “هذا القرار لا يعدو أن يكون مجرد قرار موجه للاستهلاك الداخلي لا غير”، مستبعدة في السياق ذاته ذهاب المملكة المغربية إلى حد تعليق العلاقات مع سابع أكبر شريك تجاري لها.

واعترفت ممثلة جبهة “البوليساريو” الانفصالية في ألمانيا، ضمن تصريح لما يسمى وكالة الأنباء الصحراوية، بأن “المغرب بإمكانه إقناع الألمان بالعدول عن عديد من المواقف، خصوصا في قضية الصحراء، من خلال ورقة الهجرة غير الشرعية والمخدرات وغيرها من الملفات المشتركة”.

وأكدت المتحدثة أنه “حسب الكثير من المحللين السياسيين ووسائل الإعلام المرئية والسمعية البصرية التي تناولت الموضوع، لا سيما في ألمانيا، فإن للموضوع علاقة وطيدة بتطورات قضية الصحراء، لا سيما التي صدرت من دولة ألمانيا، والتي جددت موقفها في العديد من المناسبات من قضية الصحراء”.

وبتاريخ الأول من شهر مارس الجاري، أعلنت المملكة المغربية تعليق جميع آليات التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط والمنظمات الألمانية المانحة.

وكشفت مراسلة وجهها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، وأيضا إلى أعضائها، أن هذا القرار جاء بسبب سوء “التفاهم العميق” مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة المغربية.

ودعا بوريطة، في المراسلة ذاتها، القطاعات الحكومية الوزارية المغربية إلى وقف أي اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية وكذلك منظمات التعاون والمؤسسات السياسية الألمانية التي لها علاقة بالسفارة.

hespress.com