شرع منتخبو مجلس جماعة الدار البيضاء في الاستعداد للانتخابات الجماعية المقبلة بشكل مبكر، وهو ما جعل عددا منهم يرى في حضور ما بقي من عمر هذه الولاية الجماعية مضيعة للوقت.
فقد بدأت بعض الاجتماعات التي يدعو إليها المجلس الجماعي تعرف غيابا واضحا للأعضاء، وهو ما تأكد في اجتماع لجنة التعمير التي تعد من أبرز اللجان بالمجلس؛ إذ غاب عنها معظم المستشارين.
وبحسب مصادر جريدة هـسبريس الإلكترونية، لم يتسن عقد اجتماع لجنة التعمير بالمجلس، يوم الخميس الماضي، بسبب حضور فقط رئيسها الاستقلالي الحسين نصر الله وعضوين آخرين.
وأثار غياب الأعضاء استياء في صفوف المهتمين بالشأن المحلي، على اعتبار أن اللجنة المذكورة كان ضمن جدول اجتماعها مناقشة تصاميم التهيئة بمقاطعات كل من سيدي البرنوصي، سيدي مومن وعين الشق.
واستغرب المهتمون غياب الأعضاء عن اجتماع حساس ومهم بالنسبة لهذه المقاطعات، على اعتبار أن تصاميم التهيئة المذكورة سيتم عرضها في دورة استثنائية الأسبوع المقبل، وسيتم تمريرها والمصادقة عليها على الرغم من عدم اطلاعهم عليها ولا مناقشة تفاصيلها.
ويبدو أن غالبية منتخبي الدار البيضاء لم يعد يغريهم حضور الجلسات والاجتماعات؛ إذ سارع البعض منهم لمداومة الظهور في الدوائر التي ترشحوا بها تحضيرا للاستحقاقات المقبلة.
وبدأ بعض منتخبي العاصمة الاقتصادية في البحث عن أحزاب للترشح باسمها ومغادرة الهيئات التي سبق لهم خوض غمار الانتخابات بتزكية منها، وهو ما يجعل حضور اجتماع لجنة التعمير خارج اهتماماتهم، خصوصا مع دنو نهاية الولاية الحالية.
وتثير مسألة غياب المنتخبين عن اجتماعات اللجان والدورات إشكالية مدى احترام المرشح الجماعي للميثاق الأخلاقي الذي يربطه بالمواطن؛ إذ المفروض فيه الحضور والدفاع عن مصالح الساكنة التي انتخبته في مثل هذه الاجتماعات.