مع اقتراب موعد المصادقة على قانون القنب الهندي (الكيف)، تستعد أحزاب سياسية في منطقة الشمال لتعزيز تواجدها بتنظيم لقاءات محلية مع الساكنة، من أجل تقريب مضامين القانون المرتقب إلى المعنيين به، بينما يشكل حزب الأصالة والمعاصرة أحد المكونات السياسية التي تراهن على هذا القانون من أجل تحقيق غايات سياسية في منطقة الريف والشمال عموما.
وفي غمرة الاستعداد للانتخابات المحلية والتشريعية، التي ستجرى في أواخر هذا العام، انبثق نقاش “تقنين الكيف” بالمغرب وسط آمال عريضة بتمكين المزارعين من آليات للاستفادة من محصولهم الزراعي بشكل قانوني، والسماح باستخدام القنب الهندي في المجال الطبي، وهو نقاش “قديم” يتجدد مع كل مناسبة انتخابية، غير أنه يبدو اليوم أن هناك توجها رسميا للحسم في هذا الموضوع.
وتسارع أحزاب سياسية في منطقة الشمال الزمن من أجل رسم معالم “النقاش” العام بشأن تقنين “الكيف” والمناطق المعنية به، بينما يتجه حزب الأصالة والمعاصرة إلى تنظيم سلسلة من اللقاءات من أجل مواكبة هذا النقاش، خاصة مع اقتراب المصادقة على مشروع القانون.
واعتبر المحلل السياسي إلياس الموساوي أن وضع “البام” بعد “حراك الريف” ليس كوضعه قبل الحراك؛ فالكثير من القيادات الموجودة في المركز والمنتمية للمنطقة أفل توهجها بعد الحراك والنتائج المخيبة التي حققها الحزب وطنيا في الاستحقاقات التشريعية السابقة.
وأعرب المحلل ذاته عن اعتقاده أن عودة “البام” إلى الشمال “لن تكون بالقوة التي عهدناها في السنوات الماضية”، مشيرا إلى أن “مهمة الحزب لن تكون سهلة، خاصة بعد ظهور لاعبين آخرين استغلوا مرحلة الضعف التي مر بها للانقضاض على المساحات الفارغة التي تركها إبان التشرذم الذي شهده، وهو ما أدى إلى هجرة الكثير من الأعيان والكائنات الانتخابية المتجذرة في المنطقة تجاه أحزاب أخرى”.
وقال الموساوي إن “جل المؤشرات توحي بأن ورقة الكيف ستلعب بين لاعبين عدة أحسنوا تموقعهم على طول النقاط التي تشهد زراعة هذه النبتة، وهذا على مستوى مناطق بلاد الكيف التي تشهد نسبة مهمة من التصويت بحكم عوامل عدة”.
أما على مستوى باقي المناطق، وفق المتحدث ذاته، “فأغلب الظن أنها ستشهد مقاطعة غير مسبوقة بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية عديدة شهدتها الولاية الحكومية السابقة؛ فالقرارات اللاشعبية التي اتخذت خلال هذه الولاية جعلت كثيرين ينفرون من المشاركة السياسية بعد تدهور قدرتهم الشرائية بفعل خنق المعابر والأضرار البليغة التي خلفتها الجائحة”.
وبالنظر إلى كل هذه المسببات، يخلص الموساوي إلى أن “الأمين العام للبام سيلقي بكل ثقله في المنطقة من أجل استمالة بعض الأعيان الذين لم يتموقعوا بعد، واستغلال ورقة إطلاق معتقلي حراك الريف لتليين مواقف بعض الأفراد الذين اختاروا موقع المقاطعة الشاملة للعملية السياسية”.