منطلقة من جديد، عادت الأشغال والجرافات إلى الظهور بشوارع مدن المملكة بعد سبات وعطالة داما لقرابة ولاية تشريعية كاملة. وفي ما يشبه حملات انتخابية سابقة لأوانها، تأبى المجالس الترابية المنتخبة إلا أن تمارس سياسة الأمس في العهد الجديد، من خلال تأخير المشاريع إلى آخر رمق وتقديم الوجوه نفسها للسباق نحو صناديق الاقتراع.

وتشهد مختلف جهات المملكة قبيل موعد الاستحقاقات الانتخابية، ظاهرة “أوراش الوقت الميت”، في ظرف موسوم بالتدافع السياسي والانتخابي، وهو ما يسائل جدية وغاية هذه الأوراش والمشاريع؛ أيتعلق الأمر بمشاريع تنموية أم بحملات انتخابية؟

أيوب معلم، مهندس وفاعل جمعوي، قال: “مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تسابق مجالس ترابية، من الشمال إلى الجنوب، الزمن لإعطاء شرعية لكراسيها، وبدأت تطفو على سطح الواقع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أوراش وأشغال يمكن تصنيفها في خانة الحملة الانتخابية السابقة للأوان”.

وأضاف معلم في تصريح لهسبريس أن “استمرار هذه الممارسات القديمة، يزيد في تكريس نظرية ليس في القنافد أملس، وتوسيع الهوة بين الناخب والمنتخب، وارتفاع نسبة العزوف وإضعاف المشاركة السياسية”.

 وعلاوة على ذلك، أشار المتحدث إلى ظاهرة أخرى تفقد اللعبة السياسية حماسها من خلال تقديم الوجوه نفسها، “وكأن الزمن متوقف والتغيير شعار لا يمكن تنزيله على أرض الواقع”، واصفا الأمر بـ”الاستمرارية الركيكة”.

وطالب معلم بـ “القطع مع هذه الممارسات البذيئة التي أكل عليها الدهر وأبطل فعاليتها الواقع والممارسة”، داعيا إلى الوقوف على ما ينتظره الوطن قبل المواطن.

ودعا معلم الأحزاب “إلى تفادي إعادة تدوير نفس البرامج والوجوه وكأنها عاجزة على تطبيق ما وجدت من أجله حتى داخليا، وتحقيق الديمقراطية بين مناضليها ومنخرطيها، واعتماد معيار الكفاءة في الوجوه المقترحة، بدل استقطاب ذوي النفوذ ومولْ الشْكارة، في انسجام تام مع منطق الغنيمة وتغليب مصلحة الحزب التمثيلية على ما قد يعود بالنفع على المواطن والدائرة الانتخابية”.

وأشار المصرح لهسبريس إلى ظاهرة “الترحال و”التلون” عند المرشحين، “بشكل يجعل المنتخب يتماهى مع كل الدكاكين السياسية رغم اختلافها”.

hespress.com