واستغل تنظيم “الإخوان” الجائحة في تعزيز نشاطاته الخاصة بجمع التبرعات، وتحويلها لحساب أنشطة التنظيم الإرهابي المختلفة.

وكشفت دراسة نشرها مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات، أن “الإخوان” استغلوا تفشي كورونا دوليا، في الترويج للأيديولوجية الخاصة بهم، ومحاولة بناء مناطق تمركز ونفوذ جديدة لهم في أوروبا، وفي تنمية موارد التنظيم المالية، وذلك عن طريق تلقي تبرعات بدعوى إنفاقها على المتضررين من الجائحة.

ولفتت الدراسة إلى أن التنظيم يسعى لتوظيف مؤسسات إعلامية تابعة له في الغرب، لتشويه صورة الحكومات والتحريض عليها، بدعوى العجز عن إدارة الأزمة، وذلك رغم أن الدول العربية ومن بينها مصر تعد الأقل تسجيلا للإصابات والوفيات مقارنة مع دول كثيرة أخرى.

ومن بين الأكاذيب التي روجها “الإخوان”، ما نفاه مصدر أمني في مصر بشأن أنباء متداولة عن إصابة أكثر من 20 شخصا داخل قسم شرطة ثان شبرا بكورونا، بينهم أفراد شرطة ومُحتجزين.

وأكد المصدر أن هذه الأنباء نشرتها وروجتها صفحات موالية “للإخوان” على “فيسبوك”، لكنها عارية من الصحة، وتندرج ضمن محاولات الأبواق الإعلامية للجماعة الإرهابية لنشر الأكاذيب والأخبار المضللة.

الجائحة “مصدر رزق” للإخوان

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها “تجار الأزمات” سواء تنظيم “الإخوان” أو المؤسسات الداعمة له، الصيد في ماء أزمة كورونا العكر، بترويج شائعات عن الجائحة.

وتعليقا على ذلك، يقول ثروت الخرباوي الخبير في شؤون التنظيمات الدينية والقيادي الإخواني المنشق، إن “الإخوان يتعاملون مع أي كارثه خاصة في المجتمعات العربية على أنها مصدر رزق سياسي واجتماعي لهم، ويكون أحد أهم أهدافهم السياسية إظهار الدولة على أنها مقصرة لطرح فكرة إعادة بنائها على النسق الإخواني”.

وأوضح الخرباوي في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تنظيم الإخوان خصص قسما تحت مسمى “الحرب النفسية” بدعوى أن المجتمع الخائف يقل فيه الإنتاج، وأضاف أن “الخطوات المستقبلية للإخوان هي استغلال جائحة كورونا، لكنه في انتظار ما ستؤول إليه الجائحة من استمراريتها ومدى فاعلية الأمصال الوقائية”.

وأكد الخبير في شؤون التنظيمات الدينية أن أسلوب التضليل والتشويش الذي يتبعه “الإخوان” هدفه الهروب من أي قرارات حظر أو إدراج في قوائم الإرهاب، مستخدما أسلوب “الحرباء” في التخفي والاختباء عن طريق تغيير لون جلدها.

تحويل أموال لحساب التنظيم الدولي

ولعبت بعض المؤسسات الأهلية والدعوية التابعة لتنظيم “الإخوان” دورا كبيرا في استمرار نشاط الكيانات التابعة للتنظيم الدولي، رغم تصدي حكومات غربية لها في دول مثل بريطانيا.

وفي بريطانيا دأب التنظيم الدولي على استغلال الجائحة عبر مؤسساته الأهلية في مضاعفة مواردها من التبرعات تحت مزاعم “دعم المتضررين من الوباء”، ما أبرز مخاوف لدى البريطانيين من استغلال “الإخوان” مواقع إلكترونية في نشر أفكار متطرفة داخل المجتمع البريطاني، لذلك رفضت لندن منح تأشيرات لعدد من أعضاء الجماعة لدخول البلاد، وسعت لتقييم زيادة النشاط الاقتصادي للمؤسسات التابعة للإخوان خلال فترة انتشار كورونا.

وطالب البرلمان البريطاني بدوره، وزيرة الداخلية بريتي باتل، بتقييم سريع لنشاط جمعيات “الإخوان” الاقتصادي، للتأكد من عدم استخدامها في تمويل التطرف، والتأكد من منعها من استخدام الإنترنت في نشر عقائد التطرف للدعاة التابعين لها، ومراقبة الخطب والدروس التي تبثها لأتباعها لتعويضهم عن ارتياد المساجد التي أُغلقت بسبب الوباء.

احتراف إخواني في “تجارة الأزمات”

وحول استغلال “الإخوان” لجائحة كورونا، أوضح أحمد سلطان الباحث في شؤون التيار الإسلامي، أن التنظيم يستغل الجائحة التي ألمت بالعالم أسوأ استغلال بهدف جمع التبرعات لصالحه، وهو ما يمثل إحدى استراتيجيات التنظيم في العمل ودعم الأنشطة في بريطانيا وخارجها.

ونوّه سلطان في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن جمع أموال التبرعات لا يخضع لرقابة تامة، إلا أنه في الفترة الأخيرة أصبح عماد اقتصاد “الإخوان”، وهو ما دفع التنظيم لإعادة تشكيل بنائه بطريقة سرية تهدف إلى التضليل، ففي بريطانيا تم تغيير أسماء المسؤولين عن جمعيات ومراكز ثقافية تابعة للتنظيم، ليتسنى له بهذا التكتيك البقاء فاعلا في المجتمع البريطاني لأطول وقت ممكن.

وتابع قائلا: “إن ما حدث في بريطانيا يشبه ما جرى رصده في أميركا، وهو ما يكشفه موقع مؤسستي (كير) و(إسنا) بإعلانهما مضاعفة قيمة إعلانات التبرع، وربطها بفيروس كورونا، وهما المعروف عنها تبعيتهما لتنظيم الإخوان، ومن القائمين عليها هاني البنا، وعصام البشير، وأحمد الراوي، وعصام الحداد مستشار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي”.

وبدوره أكد سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركي في القاهرة أن “التبرعات التي يجمعها الإخوان هي مجرد مال سياسي يستخدم لتنفيذ أجندة متطرفة، وقد وجد التنظيم في أوروبا مرتعا له”.

skynewsarabia.com