كشفت المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بميدلت أن المراقبة الزجرية المعتمدة خلال سنة 2020 لحماية الملك الغابوي بالإقليم من “عصابات منظمة”، أسفرت عن اعتقال 11 شخصا من المخالفين المعروفين باعتدائهم على الغابة، وتحرير 760 محضر مخالفة.

وأضافت المعطيات التي وفرتها المديرية الإقليمية للمياه والغابات بإقليم ميدلت لهسبريس، أن المراقبة الزجرية المعتمدة سنة 2020 مكنت من حجز 16 سيارة، و53 دابة، يتم استعمالها في الجرائم المرتكبة في حق الغابة، بالإضافة إلى 52 مترا مكعبا من الخشب المنهوب.

وأوضحت المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بميدلت أنها تعمل سنويا على الحفاظ على 450 ألف هكتار من الموروث الغابوي الذي تحتضنه كل من جبال الأطلس الكبير الشرقي والأطلس المتوسط وكذا الهضاب العليا، وذلك عن طريق نهج مقاربة أمنية زجرية وتنموية تشاركية، بالإضافة إلى إحداث مشاريع استثمارية تندرج في إطار برامج تهدف إلى خلق فرص شغل للساكنة المحلية وضمان تدبير مستدام للنظم الإيكولوجية.

فبخصوص المقاربة الزجرية، تقوم المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بميدلت بشراكة مع السلطة المحلية والدرك الملكي، تحت إشراف النيابة العامة، بتكثيف الجولات الميدانية من أجل مراقبة النقط السوداء والتحرك في إطار فيالق للمراقبة وتعبئة التعاونيات من أجل حراسة الغابات، إضافة إلى مراقبة المناشر وأوراش النجارة، مشيرة إلى أن مصالحها أنجزت ما يفوق 468 جولة تمشيطية للغابة و102 مراقبة لمحلات النجارة وتفتيش المنازل خلال سنة 2020.

اتفاقيات واستثمارات

وفي ما يتعلق بالمقاربة التنموية-التشاركية، وعملا بمقتضيات استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، تؤكد إدارة المياه والغابات على صعيد إقليم ميدلت أنها عملت على إبرام اتفاقيات الشراكة في مجالات متعددة، منها اتفاقية لحماية الموارد الغابوية عبر تنظيم مزاولة مهنة النجارة في منطقة الأطلس الكبير الشرقي من خلال مجمعات للحرفيين، و40 اتفاقية مع تعاونيات تضم حوالي 2800 منخرط من الساكنة المحلية تساعد على التدبير المندمج والمستدام للغابات وتعمل في مجال خشب الأرز أو نبتة اكليل الجبل، بالإضافة إلى تنظيم الساكنة في إطار 10 جمعيات رعوية تستفيد من تعويض عن الرعي يناهز مليون درهم سنويا من أجل الحفاظ على محيطات التشجير.

وأضافت المديرية ذاتها أنه على مستوى المشاريع الاستثمارية لسنة 2020، تم إنجاز 8200 متر مكعب من الحواجز لمعالجة السيول وحماية التربة من الانجراف، وتشجير وتخليف وصيانة 2300 هكتار من محيطات التشجير.

وتعتزم المديرية خلال السنة الجارية، إنجاز 22 ألف متر مكعب من الحواجز الميكانيكية لتثبيت التربة، وإصلاح 26 كيلومترا من المسالك الغابوية، بالإضافة إلى تشجير وتخليف وصيانة حوالي 3800 هكتار من الغابات المكونة أساسا من الأرز والبلوط الأخضر والصنوبر الحلبي.

ووعيا بمختلف التحديات المرتبطة بالتوازنات البيئية للنظم الغابوية في ظل التغيرات المناخية والاستغلال المفرط للموارد الغابوية، اعتمدت “المياه والغابات” على محورين أساسيين؛ أولها يتعلق بالمقاربة التنموية التشاركية مع ذوي الحقوق، عبر إنجاز مشاريع مندمجة مجالية تتمحور حول تشجير وتخليف الغابات والمحافظة على المياه والتربة وتجهيز وتأمين الملك الغابوي وفك العزلة عن الساكنة المجاورة للغابات.

والمحور الثاني يتعلق بتفعيل، إن اقتضى الحال ذلك، المقاربة الزجرية للترامي اللامشروع، خاصة من طرف العصابات المنظمة، وذلك في إطار استراتيجية مشتركة مع السلطات المعنية تستهدف المخالفين الغابويين، لا سيما أولئك الذين يتكتلون في إطار عصابات منظمة تنشط في مجال قطع وتخزين وتهريب المواد الغابوية ذات مصدر غير قانوني.

الاعتداء على الغابة

وكشفت المعطيات سالفة الذكر أن مصالح المياه والغابات بإقليم ميدلت تعمل على أجرأة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة ظاهرة الاعتداء على المجال الغابوي في إطار برنامج عمل يمتد إلى غاية سنة 2024.

فقد ساهمت في تأسيس أزيد من 40 تعاونية تضم أزيد من 3000 منخرط، تستفيد من عقود شراكة مع قطاع المياه والغابات يتم من خلالها الاستغلال العقلاني للموارد الغابوية مقابل ضمان مدخول سنوي قار لهؤلاء المنخرطين. كما تم تأسيس 10 جمعيات رعوية تضم أزيد من 1200 منخرط من ذوي الحقوق، تستفيد سنويا من تعويض عن الرعي سيصل إلى 1000 درهم للهكتار في إطار الاستراتيجية الجديدة “غابات المغرب “2020-2030”.

وأوضحت المصادر نفسها أن حصيلة العمل بهذا البرنامج على صعيد إقليم ميدلت تمثلت كذلك في عقد اتفاقية شراكة مع عمالة إقليم ميدلت والجماعة القروية لسيدي يحيى أو يوسف وجمعية الأعالي لحرفيي النجارة، بهدف حماية الموارد الغابوية عبر تنظيم مزاولة حرف النجارة بمنطقة بواضيل، من خلال تجميع الأوراش في مركب حرفي لتيسير عملية المراقبة والتزام الحرفيين باستعمال مواد ذات مصدر قانوني.

وأقرت المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بميدلت بأنه رغم الجهود المشتركة المبذولة لمحاربة عصابات نهب وتهريب المواد الغابوية، خاصة خشب الأرز، إلا أن بضع نقط سوداء ظلت قائمة، ما دفع مصالح المديرية إلى تعزيز المقاربة التنموية التشاركية مع ذوي الحقوق من خلال بلورة مشاريع مجالية وتدخلات مندمجة على أرض الواقع.

hespress.com