راسل نقابيون وزير الصحة قائلين إنه “طفح كيلُ طبيب القطاع العمومي من تجاهل الحكومة لمطالبه المشروعة باعترافكم، ومن إقصائه من تسوية ملفاته العالقة، على غرار باقي الفئات في الوظيفة العمومية”.
النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام قالت في رسالتها: “لا نريد أن نُعطي لمراسلتنا هذه روح التشاؤم، ولكننا نأمل في تحرككم على الفور بكل حزم وسرعة، لأن ما يمكن أن يقوم به الأطباء سيكون على أرض الواقـع لا على صفحات المواقـع، لأننا وجدنا أنفسنا بين سنـدان التجـاهـل الحـكـومـي وواقـع يفـرض علينـا النـضـال”، وتابعت: “ونقـول لمـن يحـاربـون حقــوق الطـبـيـب: اتـقــوا غـضـب الأطـبـاء فـصـبـرهـم قـد نـفـد، وليـس بهـم مـن ضـعـف، اللـهـم اتـقـاء الـفـتـنـة والـتـريـث الـرزيـن”.
واعتبرت النقابة ذاتها أن “الوضعية الكارثية التي يجد الطبيب بالقطاع العام نفسه في ظلها صارت عصية على الفهم والتحليل، وتسائِلكم كوزير مسؤول عن قطاع الصحة، عن دوركم في إيجاد حل عاجل”.
ومن ضمن ما تحدثت عنه النقابة في مراسلتها ضرورة “الاستجابة للملف المطلبي بأولوياته، والذي عمر طويلاً، وتوضيح دواعي تأخير تفعيل بنود الاتفاق الأخير في 6 غشت 2020 حول تخويل الرقم الاستدلالي 509 بتعويضاته”، وزادت: “كما تعهد الأطباء والصيادلة وجراحو الأسنان بمواصلة إنجاح كل المجهودات المبذولة لمحاربة كوفيد19، فإنهم مدفوعون اليوم مُرْغَمِين أمام التجاهل الحكومي لهم إلى إحياء ذكرى 25 ماي مٌزَمْجِرةً احتجاجاً على مٌضي 10 سنوات من خيبات الأمل”.
وتحدثت الرسالة أيضا عن “تفعيل كل الانتقالات موقوفة التنفيذ منذ 2018 ويزيد، وهو حيفٌ يندى له الجبين ويشيب لها الوليد، لأن المشكل فاق الوصف وتخطى حدود الصبر، فتعمد الكثيرون معذورين الانقطاع عن العمل ليُعْـتـبروا في حالة ترك الوظيفة (الفصل 75 مكرر من قانون الوظيفة العمومية).. وشرط المُعوض لا يتحقق، ومُباريات توظيف لا يستجاب لها، وأسلاك الوظيفة العمومية للصحة لا ينجذب لها أحد، بل لا ينخدع لها أحد”، وتابعت: “فإلـــى متـــى وعـدة أقاليـم تَـتـَصحـَّرُ طبياً، مع مسؤوليـن إقليمييـن وجهوييـن للإدارة الصحيـة لا يُحركون ساكنا ويتفرجون على أوضاع تَـتَعـقّـد للأسف يوماً بعد يوم؟”.
واعتبرت النقابة أن “ما لا يُـقْـبـل التأخّر بشأن تنفيذه: التفعيل الحتمي والآني لالتحاق كل الناجحين في مباريات الإقامة للتخصص بمختلف مراكز تكوينهم المستمر الاستشفائية؛ فـلِـنَـجـاحِهم فرحةٌ غامرة، وتـنـكـيـسـهـا مَظلَمَة قاهرة”.
وقالت الهيئة ذاتها أيضا: “اتقاءً للاحتراق الوظيفي تحت ضغط العمل المتواصل منذ أكثر من سنة ندعوكم إلى إعادة إمكانية الاستفادة من العُطل الإدارية المُعَطلة، ولو استدعى الأمر معالجته حالة بحالة وبالتدريج والتقسيط، مع طرح إمكانية التعويض براتب شهر إضافي لمن أراد رغبةً لا رهبة”.
وأوردت الوثيقة: “في شأن العمل يوم السبت، ندعوكم إلى التراجع عنه نظراً لقدرة الأطر الصحية على رفع التحدي الوطني بمتابعة فصول التلقيح، الرائد فيها بلدنا دوليا، بكل عزم وإرادة، من خلال أيام العمل الخمسة القانونية من الإثنين إلى الجمعة، خاصةً مع توفر متقطع لجرعات اللقاح، وإمكانية طول وامتداد فترة عملية التطعيم لشهور أخرى، إذ يتوجب علينا جميعا المحافظة على صحة ونجاعة كل أطرنا الصحية، وأيضـاً لأنه حتـى قوائـم العامليـن يـوم السبت لم تُضْبَطْ بعد، من أجل تعويضٍ موعودٍ لم يُحَدّد بعـد”.