يـقـول أحد الشعراء:

مَوْرِدُ الموت واضـحُ المنهـاج ليـس حــيٌّ من الـحِـمّـام بـنــاجِ

وســـواءٌ لــديـه ثــاوٍ بــقْـــفْــرٍ أوْ بـقـصْـرٍ مُــشــيَّــدِ الأبـــراج

على الرغم من الإيمان بأن الدنيا دار غـرور وخـدع، ومنزل زور وطمع، فإنـنا نستـلذها وننغمس في فـلـكها، ونـنبـهر بأضوائها، بعيدا عن كل المنغصِّات والمثـبِّطـات، وكـأن في عباءتها راحـة وسعادة، واطمئنانا ورضا. وقد لـخـصَّ أستاذنا عبد الكريم غلاب رحمه الله حبنا للحياة بمؤلف عنوانه: “نحب الحياة”، فالمرء يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا، لكنها قـد تصدمنا من حين لآخر بما يفـسد علينا تلك الحياة الهنيئة المطمئنة، فتـفاجـئـنا وتَـفْـجَأنـا بمصيرـــ وإن كنا نؤمن به ـــ فإننا نراه بعيدا، ألا وهو الموت الذي يحول بيننا وبين ما استطعمناه من رغد العيش الآمن ولذائـذه، فـهي ــ أي الموت ــ أمر لازم، وحكم جازم لا مفر منه، يشمل النبيل والخامل، والشريف والعاقـل، تخبط خبط عشواء كما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى:

رأيت المنايا خبط عشـواء من تصب تُــمـتـه ومَنْ تُـخْـطـئْ يُـعـمَّـر فيـهـرم

لكن قد نعـزِّي النفس بما يتركه رحيل كل عزيز أو صديق أو أستاذ كريم من كتابات ودراسات تأسِّـياً بقول الشاعر ابن دريد في مقصورته في الحكم والأخلاق الكريمة:

وإنـما الـمـرء حـديث بعـده فـكن حديـثا حـسـنـا لـمـن وعــى

لكـن، هـل يعمل بهذه الحكمة كـل من آمـن بها وصرف جزءا من وقـته وفكره لإنعاش ذاكـرتـه بتخـليد ما يُـذكّـر الأجيال به وبما يتركه من كتابات ومدونـات ولـيدة قراءات ودراسات؟ قـد تكون سجلا للاتعـاظ والاعتبار!، وقد تكون خلاصة تجارب وأفكار! إنـه أمـر لا يشـغـل فـكـر إلا القليل، إذ نجد كل من أبحر في عالم مهني أو حرفي أو في مسؤولية مّا لا يشغله غير عمله ونجاحه فيه، فلا يلـتـفـت إلى القراءة كـغـذاء للروح وبلسم لكـل داء قـد يعـتـريه وهو يقوم بمهمته، أو إلى مغازلة القلم ليحبّر ما يدور في خلده من مشاعر وعواطف في حياته مع أسرته وأصدقائه أو ما يعانيه من متاعب ومشاكل وهو يقوم بعمله تـنـفـيسا عن المضايقات أو الحزازات التي تعـترضه حقا أو باطلا.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك من تـشغله القراءة ومتابعة الإصدارات والمؤلفات إذ يجد فيها ضـالته ومتعته، كما يقول المتنبي:

وأعز مكان في الدجى سرج سـابـح وخير جليس في الأنام كــتـاب

ولا شك في أن كـل من كان له تكوين أكاديمي متميز سيرشف دون شك من لِـبَان تلكم المؤلفات والإصدارات ما يغذي فكره وينمي مداركه في أوقات فراغه، فالقراءة كما سبقت الإشارة غذاء الروح كما يقولون، وإن كان له شغف بالكتابة فلا شك أن تلكم القراءات ستـحـفِّـزه على الكتابة والتحـبير حسب توجهاته وميولاته.

وعن هذا الحديث المابعد كما سبقت الإشارة إلى البيت الشعري (وإنما المرء حديث بعده)، سيكون حديثي عن رحيل قامة دبلوماسية وأدبية، لم تشغلها الحياة ولا العمل الدؤوب عن لحظات يخلو فيها إلى نفسه ليترك لنا ما يخلد ذكره بما خـطَّـه قلمه، وأبحرت به عوالمه وهو في عِــزِّ نشاطه وعمله بالكتابة والتدوين والقراءة والتحبير.

من هذه الفئة من المسؤولين الأستاذ أحمد القادري الأكاديمي الذي كرع من علوم اللغة العربية وآدابها الشيء الكثير، كما نهل من الآداب الفرنسية ما تؤكده أعماله في الترجمة وغيرها، فهو حاصل على شهادات في الآداب واللغة العربية وفي الحقوق من جامعة بوردو في الستينيات، مستفيد من دروس ومحاضرات جامعة السوربون بباريس، وهو خريج ثانوية مولاي يوسف في الخمسينيات، ما أهـله ليتـقـن اللغـتـين معا في صفائهـما وإشراقـتهما، دون أن أغـفـل الإشارة إلى تـلمذته بمدرسة النهضة وأحد روادها في صحبة روحية مع عمه الأستاذ أبي بكر القادري كما يقول: “فقد بذرت هذه المؤسسة في جيلي عناصر الأصالة المغربية العربية الإسلامية وأذكت في نفـوسنا جذوة الشعور والاعتزاز بكرامـتـنا” ( مؤلفه مع هؤلاء/ 6 )، كما أنه في طليعة الشباب السلوي المثقف الذي شارك مع رفاقه بثانوية مولاي يوسف في مظاهرات 1944 بتوجيه من المناضل المهدي بن بركة.

كان الأستاذ أحمد القادري شغوفا بالمطالعة والقراءة ما نمّـى مداركه وحفّزه على مطالعـة أمهات الكتب الأدبية ودواوين الشعراء العرب، كالمتنبي وأبي تمام والبحتري والمعري، ومؤلفات الجاحظ وابن خاقان وابن حيان التوحيدي وابن شهيد وغيرهم، وكان كذلك قارئا للإنتاجات الفرنسية كالرواية والقصة، من ذلك قراءاته لمؤلفات بلزاك وستاندال، كما كان لـديوان التأملات لـ لامارتين: (تأملات شعرية، تأملات شعرية جديدة) حضور في ذاكرته. ففي هذا الديوان يعرض لامارتين تجاربه الرومانسية، وهي أشبه ما تكون بمذكرات شخصية.. مثل هذه القراءات دعته إلى تـفـتيح أعين الشباب على مثل هذه المؤلفات عربيها وغربيها من خلال الانخراط في العمل الإعلامي، فعمل على تقديم برنامج أدبي بالإذاعة المغربية يُعنى بالإصدارات والمؤلفات المختلفة سمَّاه “حديث الكتب”، وفيه ينـتـقي ما يراه مغريا للطلبة والشباب للقراءة والمطالعة سواء باللغة العربية أو الفرنسية، كما كان له برنامج إذاعي حول “التربية السياسية”، التي تـُربِّي في القارئ روح المواطنة والعمل من أجل ارتقاء الوطن، مسـتـشفا ذلك من قراءاته ومن مرحلة حياته الطلابية التي كان فيها مناضلا وطنيا، كما كان يعنى بنشر مقالات أدبية وثقافية بجريدة العلم ومجلة الإيمان والرسالة ودعوة الحق وغيرها ( 1955 ـ 1966 ).. ولعل شغـفه بالقراءة والكتابة ساعده على تأليف كتابين حول حياته كدبلوماسي “من ذكرياتي كقنصل في وهران وقنصل عام في أمستردام” 2011، و”مع هؤلاء: أبحاث ومذكرات” 2001، كما قام بترجمة قصة “سوسنة في الوادي” للكاتب هنري د. بلزاك إلى اللغة العربية، وقد شُغـف بها، باعتبارها من أهم القصص الفرنسية، ومن أحب القصص الفرنسية إليه، وصدرت سنة 2007 بالرباط.. ونوه بهذه الترجمة الأستاذ أحمد اليابوري (وهو من مجايليه وأصدقائه) فقال في رسالة إليه: “ذكرتني ترجمتـك لسوسنة في الوادي بالـتـماعات كنت أرصدها دائما في أسلوب كتابتـك، لكنها اتـشحت في هذه الترجمة الجميلة بأبهى حللها الفنية والأدبية والفكرية”.

اشتغل الأستاذ القادري وهو بعد طالب بتدريس مادة الحساب لتلاميذ المرحلة الابتدائية بمدرسة النهضة باقتراح من عمه أبي بكر القادري، وكانت مفاجأة سُـرَّ بها وتهيَّب الموقـف خوفا من مغبة الإخـفاق، لكن المغامرة كُــللت بالنجاح، ومن ثـمّ نـمَّـتْ فيه هذه التجربة الرغبة في المطالعة واكتساب المعارف أنّى وجدها؛ وعلى الرغم من حصوله على شهادات جامعية تخـول له الالتحاق بأي وظيفة في التعليم أو غيره فقد ظل وفيا لمدرسة النهضة التي سيقضي بها عشر سنوات أستاذا لمادة اللغة العربية والترجمة التي اقترحها لتكوين تلاميذ المدرسة تـكـوينا مزدوجا كغيرهم من تلاميذ ثانوية مولاي يوسف بالرباط، فيطلعون على المؤلفات الفرنسية وعلى دواوين الشعراء الذين حبَّبوا إليه هذه اللغة التي تـفـوَّق فيها، كما ساهم في تسيير شؤونها الإدارية بحزم وهدوء، وكان له دور في تربية الذوق الفني عند التلاميذ بتدريبهم على أداء بعض النوبات الموسيقية الأندلسية للمشاركة بها في حفلات آخر السنة الدراسية؛ ولعل ذلك الاهتمام يعود إلى ولعه بالموسيقى العربية والموسيقى الأندلسية بوجه خاص، وساعدته على ذلك ذائـقـتـه الفنية، فهو يحسن العزف على آلـة العود، وهذا يذكرني بالأستاذ محمد زنيبر الذي كان مغرما بالموسيقى الأندلسية وبارعا في العزف على آلتي العود والبيان.

ويقـرر الأستاذ أحمد القادري سنة 1966 الالتحاق بوزارة الشؤون الخارجية ليقضي بها زهاء اثنـتـين وعشرين سنة، (1966 ــ 1988 ) كنائب لمدير إدارة الشؤون القنصلية والاجتماعيـة، ثم قنصلا بوهران ومسؤولا عن الشؤون القنصلية العامة بهولندا، ثم قنصلا بمدينة ليـيـج ببلجيكا، وسيتـوج عمله بهذه الوزارة عند مغادرتها بدرجة وزير مفوض (فاتح يناير 1989).

وعلى الرغم من متاعب العمل القنصلي ومشاكله المتعددة، فقد كان يسعد بالقراءة والاستماع إلى مشاكل المغاربة بهذه الديار، وإلى الحديث عن علاقاته مع سفراء المغرب هناك، والمواقف التي كان ينزعج لها من تصرفاتهم. لم يكن القادري موظفا عاديا عليه إنجاز مهمته فقط، بل كان عـينا لاقطة لكل الظروف التي عاشها مع المسؤولين المغاربة وغيرهم من مسؤولي البلاد التي يعمل فيها، متأملا وملاحظا، ومسجلا ما يعـكّـر صفـو مزاجه من التصرفات المزعجة لمسؤولين وإداريين، لكن بصـبر وهدوء وانضباط وحسن تقـبّـل، إلى أن أتـيحت الفرصة للتعبير عن ذلك في مؤلـفيه الوثيقـتـين في ما بعـد.

ولعله أفادنا وأمتعنا عندما أصدر مؤلفيه السابقين عن مراحل حياته في وزارة الشؤون الخارجية، وهناك سيتعرف على كثير من الشخصيات المغربية التي كانت تقوم بمهمات سياسية وغيرها، وسيتحدث عن أنشطته في القنصلية وعن علاقاته بشخصيات وازنة مغربية وجزائرية، وعن الوفود التي كانت تزور وهران لمهمات سياسية أو لحضور مؤتمرات وغيرها. في أسلوب سلس واضح يطلعنا الكاتب على سلوك بعض المسؤولين وعلى عجرفـتهم وسوء تصرفاتهم وما خفي كان أعظم، إلى غيرها من المواقف المربكة؛ فترات استقبال الوفود أو توديعها، وما يدبّره الحاقدون من مكايد لكل مسؤول نزيه، وعامل التملق والتزلف الذي يسيء إلى كل مسؤول شريف… كل ذلك كان يؤلمه ويرى فيه خروجا عن آداب السلوك الإنساني وما دعا إليه القرآن الكريم من تشبث بالقيم الخلقية في أسمى معانيها إلى غير ذلك، وأهم موضوع تناوله كان عن قضية صحرائنا وعرضها على محكمة العدل الدولية في لاهاي، وعن الوفود المغربية والفرنسية التي واكبت جلسات محكمة العدل الدولية، وكذلك عن وفود الصحافيين المغاربة والأجانب الذين حضروا لمتابعة أشغال المحكمة، إلى أن صدر اعترافها بوجود “علاقة بيعة قانونية بين المغرب والصحراء عند سقوطها تحت الاستعمار الإسباني”، وهو في تلك المرحلة متابع للأحداث ومواكب لحضور الوافدين المغاربة والأجانب، مستقبلا ومهتما بضيافتهم في بيته، حريصا على توفير إقامة جيدة لهم بتقدير واهتمام.

وبكثير من الحرقة والألم يتحدث القادري عن واقع المغاربة المهاجرين وعن حياتهم الصعبة في المهجر وعن مشاكلهم مع السلطة، وعن شكاواهم للسيد القنصل عن ظروف حياتهم ولا مبالاة وزارتهم بهم كشريحة اجتماعية اضطرتها الظروف إلى الهجرة لكسب لقمة العيش، هدفهم أن يجدوا الآذان الصاغية للإنصات إليهم وتحريك ملفاتهم وغير ذلك، فكان يـفـتح باب مكتبه للإنصات إليهم واقـتراح الحلول لهم كي يتخلصوا من الخوف الذي يشعرون به وعن الجزع من مواقف الدولة التي هاجروا إليها، فيخـفـف عنهم وينجز بعض ما يستطيعه كقنصل لبلده، إما بالاتصال مع الوزارة المغربية المعنية أو مع سلطة البلد المضيف، وهو هولندا أو بلجيكا.

ومن الأحداث التي كانت تضايقه وعبّـر عن ذلك بكثير من الكياسة اضطراره إلى تلبية دعوات رسمية ولقـاءات سفارات صديقة عربية وأجنية، واحتفالات جمعيات أدبية وغيرها، فهو كدبلوماسي عليه أن يستجيب لكل دعوة وجهت إليه؛ “فالضرورة تقتضي أن يلبـي أي دعوة لحضور المناسبة بدافع ما تفرضه عليه الوظيفة من لباقة ومجاملة”، كان يتضايق من ذلك لكنه لا يستطيع الفكاك منه.

يذكر القادري عشقه للغة العربية وقراءاته المتنوعة لأدبائها ومؤرخيها فقد تزود كما يذكر بزاد معرفي كبير، ودبّج مقالات كثيرة في مجلات مغربية كدعوة الحق والإيمان والرسالة وجريدة العلم، من ذلك ما كتبه عن ابن شهيد وابن حزم، وعن علال الفاسي في زيارته لوهران، وعن كريستوف كولومب، وعن إدريس بنسعيد في وساطته بين إسبانيا وبطل الريف الخطابي، كما كتب عن ابن عميرة المخزومي وغيرهم.

يقول عن مؤلفه “مع هؤلاء: أبحاث ومذكرات”: “فصول متنوعة جمعتها بين دفتي هذا الدفتر الخاص، تشير إلى بعض اهتماماتي وانفعالاتي وارتساماتي، يطيب لي أن أعرضها على العموم كالطفل الذي يعرض لعبه على الأنظار، آملا من الأعماق أن تجد لها قراء يكونون لي بمثابة رفقاء يصاحبونني بعض الوقت”.

وعن عشقه لبلزاك يقوم بترجمة روايته “سوسنة في الوادي”، وهي أهم القصص الفرنسية في رأي النقاد اللامعين، كما أنها أحب قصة إليه لهذا الكاتب، يقول عنها: “رواية سوسنة في الوادي قصة غرامية، قصة بسيطة مؤثرة لامرأة طيبة تـفـنى وتذبل وتموت ولا تنساق مع حبها الأليم لرجل شاب تهيم به”. امتازت هذه الترجمة بالدقة في تناول الأحداث وتسلسلها والتفوق في نقل الحوارات التي قد تكون شائكة في النص الفرنسي؛ لكن المترجم كان بارعا في ترجمة الرواية، إذ يحس القارئ بأنها لكاتب عربي، ويعود ذلك إلى تـفـوقـه في اللغة الفرنسية والعربية؛ فكان يحسن نقل الصور والأفكار كما أرادها صاحبها لكن بلغـته المشرقة الصافية. وقد صدرت هذه الترجمة بالرباط سنة 2007.

وقد استـمتـعتُ بـقـراءة مؤلفاته التي كان يزوِّدني بها فـور إصدارها مَـمْـهورةً بإهداءات تـشِـفُّ عن نـبـل صاحبها وتقديره لأي بحث أو عمـل أدبي يُـثــرِي الساحة الفكرية أو الأدبية في المغرب، مؤكدا أن كـتاباتـه ومؤلـفـاته ما هي إلا وليدة قراءات وازنة لأهم المؤلفات العربية والفرنسية، كما أنها تأملات في الحياة والناس ينشرها تعبيرا عن مشاركـتـه في لبنات بناء هذا الصرح الثقافي في المغرب.

تميزت كتاباته بأناقـة في التعـبـير؛ سلاسة أسلوب، ووضوح فكرة، إشاراتها واضحة، ومبانيها عذبـة سائغة، أفصحت عـمَّـا يحمل قــلــمه من رؤى وآراء وهو يخوض تجربة دبلوماسي ناجح وكاتب أنـيـق.

يـتـميـز أحمد القادري كما عرفـتـه بأخلاق سامية؛ يقرن العلم بالتواضع، فهو رجل خلوق، هادئ الطبع، عـفّ اللسان، حسن العشرة، يستقبلك دائما بوجه بشوش وترحيب كبير، يحـسن الإنصـات إلى مجالسيه وحوارهـم، يـفـيدك بأحاديثه المتنوعة في السياسة والاجتماع والأدب بلغة راقية، فلا تملك غـيـر تـقـديره والإعجاب بشخصـيـتـه في كل وقت وحين.

وافـته المنيَّة بعد حياة حافـلة بالعطاء في ظروف صعـبة نعيشها جميعــا، هي ظروف الجائحة، ظروف الحجر الصحي والالتزام به، فلم يـحـظ كما كُـنَّـا نـأمل بوداع يـليـق به وبشخصيـتـه ومكانـتـه كي نؤدي بعض الواجب المستحق، وليس لنا غير حسن العزاء، وخير الجزاء للفـقيد والترحـم عليه، والدعاء له بأن يتـقـبله الله تعالى قبولا حسنا، وأن يغـفـر له ويعـفـو عنه ويُـكـرم نُـزُلَــه ويـوسِّــع مُــدْخَــلَـه ويؤنس وحـشـتـه ويــطـيِّـب مضجـعـه، وأن يرزق أسرته وذويـه وأصدقـاءه الصبر الجميل والتـجمّـل بالثبات والرضا بقضاء الله تصديقا لقوله تعالى: “كــل نفـس ذائقـة الموت”، فكلنا إلى فناء، مهمـا مــدّ الأجـل في النــمـاء.

كانت وفاته يـوم الإثنين 20 جمادى الأولى 1442 / 4 يناير 2021 ودفـن بمقـبرة حي الرياض بالرباط، رحمه الله وأحسن إليه، إنا لله وإنا إليه راجعون.

hespress.com