ما زال التوتر يخيّم على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ونظيرتها “الإيبيرية”؛ فبعد الخلاف حول مجموعة من القضايا الجوهرية بالمنطقة، يستعد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، للقيام، خلال الأيام المقبلة، بجولة إفريقية تستثني المغرب.
وحسب منشورات إعلامية إسبانية فإن رئيس الوزراء الإسباني يسعى إلى تقديم الخطوط الكبرى لخطة التركيز الإفريقية لعام 2023، من خلال جعل “القارة السمراء” أولوية للضفة الشمالية في الفترة المقبلة؛ وهي المحاور الأساسية التي ستكون موضوع مباحثات بين البلدان المعنية بالجولة.
وتبعا للمنشورات عينها، سيتم استئناف الجولة في السابع من أبريل المقبل، حيث ستشمل كلا من أنغولا والسنغال وغانا؛ فيما لن تشمل المغرب، بالنظر إلى “الأزمة الصامتة” بين العاصمتين على خلفية اختلاف الرؤى بشأن قضايا الهجرة غير النظامية والصحراء المغربية.
وكان من المقرر أن يترأس رئيس الحكومة الإسبانية ونظيره المغربي، خلال أواخر الموسم الفارط، القمة الثنائية الثانية عشرة في الرباط؛ لكن قبل أسبوع من انعقادها تقرر تأجيلها إلى فبراير المنصرم، ثم جرى تأجيلها إلى موعد لاحق بسبب الوضع الوبائي.
وتعيش العلاقات المغربية-الإسبانية “فترة استثنائية” بسبب المواقف العدائية التي أعربت عنها بعض الأحزاب السياسية بشأن قضية الصحراء، بالموازاة مع “قلق” مدريد من دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة الإفريقية عبر البوابة المغربية؛ ما جعلها “تتوجس” من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وفي هذا الصدد، أشارت المصادر الإعلامية ذاتها إلى السعي الإسباني صوب تدعيم الشراكات التجارية مع الفواعل الإفريقية في ظل التداعيات الاقتصادية المترتبة عن جائحة “كورونا”؛ الأمر الذي دفع مدريد إلى البحث عن بدائل جديدة للتغلّب على الخسائر الراهنة.
وستتناول اللقاءات الدبلوماسية فرص الاستثمار بالقارة الإفريقية، وتعزيز المبادلات التجارية، إلى جانب الحديث عن مشاكل الهجرة غير النظامية التي عانت منها إسبانيا بشكل كبير طيلة فترة تفشي الجائحة، حيث سيزور الرئيس الإسباني زوارق “القوات الإيبيرية” المنتشرة بالسنغال لتدارس المستجدات القائمة.
وسيرافق بيدرو سانشيز وفد مكوّن من مستثمرين ورجال أعمال بالجارة الشمالية، سيحضر مختلف الاجتماعات الكبرى التي ستنعقد بمعية “الشركاء الأفارقة”، بغية استكشاف فرص الاستثمار بتلك البلدان والبحث عن إمكانيات خلق مشاريع اقتصادية بالمنطقة.