افتتحت، الخميس، بمركز التكوين والندوات التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والتي ستتواصل على مدى يومين، النسخة الرابعة من اليوم الوطني للسوسيولوجيا، والتي خصصت لتدارس موضوع “التنظيمات في العلوم الاجتماعية؛ التحولات الاجتماعية الجديدة والرهانات المعرفية”.
وتنظم هذه المناسبة، التي تركز على جائحة “كوفيد-19” كأحد الموضوعات المهمة المطلوب تدارسها سوسيولوجيا، من طرف شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظھر المھراز بفاس، بشراكة مع الشبكة المغربیة للسوسیولوجیا، ومختبر السوسیولوجیا والسیكولوجیا ومختبر الدراسات النفسیة والاجتماعیة والثقافیة التابعين للكلية المذكورة.
رضوان مرابط، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، أكد، في كلمته الافتتاحية بالمناسبة، أن اختيار موضوع الدورة الرابعة لليوم الوطني للسوسيولوجيا كان موفقا، “خاصة في هذه المرحلة التاريخية الموسومة بأزمة جائحة كوفيد- 19، والتي وضعت التنظيمات الاجتماعية بالمغرب وبلدان العالم أجمع أمام تحولات وتحديات جديدة، لم تكن في الحسبان”.
وشدد مرابط، في هذا السياق، على أن “العديد من أنظمة المجتمع المغربي، كالنظام الصحي والتعليمي والمهني، تأثرت بتداعيات الجائحة، إذ وجدت نفسها فجأة أمام تحدي التكيف مع هذا الوضع الجديد الذي صار فيه كل شيء تقريبا عن بعد”.
وأوضح رئيس جامعة فاس في مداخلته، وهو يؤكد أن العلوم الاجتماعية من المصادر العلمية غير القابلة للتجاوز لتحليل وفهم الجوانب المؤثرة سلبا أو إيجابا على إنتاجية التنظيمات، أن “هذه الأزمة كانت فرصة لتطوير إستراتيجيات عملية جديدة تضمن استمرارية خدمات المرفق العمومي في المغرب”، مشيرا إلى أنه “لا شك في أن هذه الإستراتيجية الجديدة ستغير، إلى الأبد، المقاربات وطرق الأداء لهذه التنظيمات”.
وضرب المسؤول الجامعي ذاته، في هذا الصدد، مثالا بمركز التعليم عن بعد التابع للجامعة، والذي أحدث قبل الجائحة بسنة تقريبا، موضحا أن المركز بعد أن كان وسيلة تعليمية تكميلية، أصبح، الآن، وسيلة وأداة لا غنى عنها في ضمان استمرارية خدمات الجامعة، “كما أصبح الاستثمار في المحتويات الرقمية من بين الأولويات التي لا يمكن تجاهلها”.
إلى ذلك، يشكل ھذا الحدث العلمي، حسب القائمين عليه، والذي يشارك فيه سوسيولوجيون من مختلف جامعات المغرب، فرصة لتسليط الضوء على التنظیر والبحث العلمیین في مجال السوسیولوجیا ومختلف تخصصاتھا، سواء على مستوى التغیرات الاجتماعية في علاقتها بالتنظیمات أو على ضوء ما تطرحه جائحة كوفید- 19 من قضایا صحیة واقتصادیة واجتماعیة.
كما ستمكن هذه الفعاليات، المنظمة على شكل جلسات عمومية وورشات موضوعاتية موزاية، من قیاس آثار الدینامیات الاجتماعية على التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسة والثقافية، كما ستشكل فرصة سانحة، أیضا، لمد جسور التواصل بین السوسیولوجیین وباقي الفاعلين من مختلف القطاعات؛ من أجل تفعیل انفتاح البحث السوسيولوجي على محیطه العلمي والسوسیواقتصادي في مواكبة الطلب الاجتماعي على الصعيد الوطني.