حول مدى حضور التفكير النقدي بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا، نوقشت أطروحة دكتوراه، للباحث سي محمد شانا، في شعبة اللغة الإنجليزية، بعنوان “مهارات التفكير النقدي في المحادثة: الأقسام التحضيرية للمدارس العليا نموذجا.”

وجاءت هذه الدراسة لتغطي “النقص الواضح في كمية الدراسات المنصبة حول التفكير النقدي في المحادثة”، رغم وجود “عدة دراسات حول التفكير النقدي في الكتابة والقراءة”.

ووفق تقرير حول المناقشة، فقد ركزت الأطروحة على دراسة تمظهر وتطور التفكير النقدي لدى طلاب الأقسام التحضيرية للمدارس العليا المغربية؛ فشملت طلبة وأساتذة الأقسام التحضيرية، للوقوف على العوامل المتداخلة والمتعلقة بتعليم وتعلم التفكير النقدي، قبل أن تخلص إلى أن المستوى اللغوي للطالب، إضافة الى استعداده النفسي، من العوامل الأساسية لتطوير التفكير النقدي لدى الطالب.

وتحدثت الدراسة، حسب المصدر ذاته، عن “غياب التكوين البيداغوجي للأساتذة حول التفكير النقدي” وما له من تأثير سلبي على “مدى تدريسهم وكيفية تقييمهم للتفكير النقدي لدى طلبة الأقسام التحضيرية، خصوصا من خلال الأنشطة الشفهية”.

ونوقشت أطروحة الدكتوراه هذه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومنحت اللجنة العلمية إثرها للطالب الباحث سي محمد شانا درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التهنئة والتوصية بالطبع، نظرا “لراهنية موضوع الأطروحة، وارتباطه بالسياقات التربوية على المستويين الوطني والدولي، ونظرا أيضا لأن التفكير النقدي، موضوع الأطروحة يساهم بشكل فعال في الرفع من جودة تكوين الطلبة من حيث المنهجية والتحليل”.

وقد أعد الباحث أطروحته تحت إشراف الأكاديمية يمينة القراط العلام، وهي نائبة سابقا لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكلفة بالبحث العلمي والتعاون بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومديرة سابقا لمركز الدكتوراه بالكلية نفسها، ومنسقة مختبر البحث “ثقافة، لغة، تعليم، هجرة ومجتمع” وبرنامج الدكتوراه “دراسات في اللغة والثقافة والمجتمع”.

كما أشرفت على الأطروحة كريمة بلغيتي، متخصصة في الموضوع تنتمي إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وترأس أشغال المناقشة محمد كريمي، من جامعة محمد الخامس بالرباط، وضمت اللجنة العلمية أيضا الأكاديميين رضوان فايزي، وعبد السلام بنميس، وأحمد شواري، والرداد اركيك.

وتتجلى أهمية الأطروحة في “مواكبتها أهداف ومقتضيات نظام البكالوريوس الذي سيشرع العمل به بالمغرب ابتداء من الموسم الجامعي المقبل”، حيث “يركز نظام البكالوريوس بالأساس على الكفايات الحياتية والذاتية واللغات الأجنبية؛ باعتبارها ركائز أساسية في تكوين الطلبة عوض التركيز كليا على الحقول المعرفية”.

كما اقترحت الدراسة مجموعة من التوصيات، الموجهة إلى صناع القرار السياسي والتربوي بالمغرب والباحثين، تتمثل تحديدا في “تعزيز الاهتمام بالتفكير النقدي”، و”تلقين مبادئه وميزاته الأساسية والفعالة لأساتذة وطلاب الأقسام التحضيرية للمدارس العليا المغربية”، و”التشجيع على تعلم اللغات الأجنبية”، و”ضرورة استفادة الأساتذة من تكوين حول طرق تدريس التفكير النقدي من أجل استفادة علمية وتعليمية أكبر”.

hespress.com