منتقلا هذه المرة إلى الأجواء الأوروبية عبر البوابة الإسبانية، يحاول وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم البحث عن حلفاء جدد في المنطقة المتوسطية لدعم مخطط “الانفصال” في الصحراء، بينما لا تريد مدريد التصرف بمنطق يخدم الجزائريين ويغضب المغاربة، وهو ما جعلها تتجاهل ملف “الصحراء” وتفتح ملفات الهجرة.

وفشل صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري، في انتزاع موقف إسباني رسمي داعم لجبهة البوليساريو الانفصالية خلال زيارة يقوم بها إلى العاصمة مدريد.

وقررت الجزائر تجاوز “خيبات” إفريقيا بالانفتاح على شرائكها التاريخيين في أوروبا، لبلورة موقف معاد للطرح الرسمي المغربي في ما يخص قضية الصحراء. وتأتي هذه التحركات عقب القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وفتح عدد من الدول العربية والإفريقية قنصليات وهيئات دبلوماسية في مدن الصحراء.

محمد الطيار، خبير أمني مغربي، قال إن “زيارة وزير خارجية النظام العسكري الجزائري إلى إسبانيا تأتي في سياق خطير تمر منه الجزائر؛ فهي تعيش انتفاضة شعبية تتميز بحراك حدد هدفه في إسقاط النظام العسكري وإقامة دولة مدنية، وما صاحب ذلك من استنكار دولي لانتهاكات حقوق الإنسان واعتقال نشطاء الحراك”.

وتطرق الطيار في حديثه إلى صورة الجزائر على المستوى الخارجي، موردا أن الجارة الشرقية للمغرب فقدت موقعها في إفريقيا وفقدت حليفا مهما هو نيجيريا، ولا شك أن جنوب إفريقيا ستحذو حذوها هذه الأخيرة في الابتعاد عن معاكسة المغرب.

وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور الطيار في تصريح لهسبريس أن “الزيارة إلى مدريد تأتي في سياق فشل اللوبي الجزائري في دفع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى التراجع عن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، كما فشل النظام العسكري في إقناع المنتظم الدولي، وأوروبا خاصة، بأن حربا عسكرية تدور رحاها بالصحراء المغربية”.

لذلك، يرى المصدر ذاته أن زيارة الوزير بوقادوم إلى إسبانيا، هي “محاولة للخروج من العزلة، وقد جاءت في نفس الوقت الذي أجرى فيه نفس الوزير اتصالين هاتفيين بنظيره التونسي والموريتاني”.

وأبرز المحلل الأمني أن “الجزائر تحاول جر إسبانيا إلى صفها الفاشل، بحكم حرص مدريد على التمسك بعلاقات جيدة مع الرباط”، كاشفا أن “محاولة اقحام إسبانيا تأتي كذلك متزامنة مع محاولة إقحام موريتانيا بشكل يجعلها تخرج من موقعها الذي تسميه بالحيادي”.

واستطرد الخبير الأمني بأن “ما يهم إسبانيا من زيارة وزير خارجية النظام العسكري، هو حل مشكل الهجرة غير الشرعية؛ فتدفقات المهاجرين الجزائريين بأعداد كبيرة على سواحل إسبانيا ارتفعت بشكل كبير، خاصة مع ارتفاع منسوب تدهور المعيشة وانسداد الآفاق”.

وأورد الطيار أن “الجزائريين يتصدرون الوافدين غير الشرعيين على إسبانيا، حسب الأرقام التي قدمتها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود”، مبرزا أن “إحباط وزير الخارجية بوقادوم تعكسه تغريدته على حسابه الرسمي على تويتر بعد زيارته إلى إسبانيا”.

hespress.com