قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه “قبل النظر في عالم أو مغرب ما بعد “كوفيد 19″، علينا أن ندبر بحكمة هذه الفترة التي تهدد بتفاقم الأزمة في العديد من البلدان، كما أنها من الممكن على العكس من ذلك أن تفضي إلى فرص لأولئك الذين سيكونون قادرين على الاستعداد لحصادها”.
وقال حمضي: “نحتاج ببلادنا إلى انتعاش اجتماعي واقتصادي وسياحي وثقافي في الأسابيع القليلة المقبلة يجب أن يكون موسم الصيف بداية الانتعاش والتعافي”. وأضاف: “لدينا الوسائل: وضع وبائي تحت السيطرة مند ثلاثة أشهر، وحملة تطعيم متقدمة، بل نموذجية”.
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية: “المغرب حاليا من بين الدول العشر الأوائل في العالم بنسبة السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، قبل غالبية الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وبلجيكا.. وهو أيضا، إلى حدود اليوم، في المرتبة السادسة من حيث عدد السكان الذين تم تطعيمهم بالكامل، متقدما على هذه البلدان نفسها؛ بل وأمام المملكة المتحدة نفسها وهي الدولة النموذجية في هذا السجل”.
وأشار المختص إلى أن أقل من 60 دولة ستكون، بحلول نهاية عام 2021، قد قامت بتطعيم سكانها؛ بينما الدول الـ140 دولة المتبقية ستنتظر سنة 2022 أو بعد ذلك. مؤكدا: “هذا أمر غير مقبول أخلاقياً، وله خطورة وبائية على كوكب الأرض بأسره؛ لأنه يؤجل التعافي من الجائحة، ولكن هذه هي النتيجة المنطقية للتباينات في وسائل الاستجابة والتلقيح”.
وأوضح حمضي أن “بلدنا هو أحد البلدان الجنوبية القليلة جدًا التي تشكل جزءًا من هذه المنطقة الخضراء. علينا المثابرة للبقاء بها. سيسمح لنا ذلك، قبل نهاية الوباء، بالتبادل بحرية أو تقريبًا مع دول هذه المنطقة، ولاستقبال سياحهم؛ وحتى اغتنام هذه الفرصة، التي ستعرف العديد من الوجهات الدولية الإغلاق والعزل، للتعريف بإمكانياتنا”.
وشدد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية على أن تعزيز احترام الإجراءات الحاجزية والتدابير الترابية، والانخراط في التلقيح في الأسابيع المقبلة سيساعدنا على تجنب موجة ثالثة شرسة، بسلالات أكثر عدوى وأكثر ضراوة. “هذه الموجة تجتاح حاليا العديد من البلدان، بما في ذلك جيراننا بالشمال؛ مما وضعهم في صعوبات بالغة. موجة تتميز، للأسف، بالسرعة والشراسة. يجب أن تكون الاستجابة سريعة وقوية ولمدة كافية، أو المجازفة بالعزلة لفترة طويلة جدًا لتدبير عواقبها”، وفق تعبير المختص.
ونبه المتحدث ذاته إلى أنه “من الممكن أن نفوز على ثلاثة مستويات: تجنب الموجة الثالثة بضراوتها وما يصاحبها من تدابير ترابية مشددة، وتأمين التعافي الاجتماعي والاقتصادي بعد ثلاثة أشهر مع موسم الصيف بقيمة مضافة اجتماعية واقتصادية أكبر بكثير من الشهرين المقبلين، والحفاظ على مكانة المغرب وتعزيزها في المنطقة الخضراء لضمان انتعاش اقتصادي مهم، بل وللانفتاح على آفاق جديدة واعدة”.
وأردف حمضي أنه اعتبارًا من يونيو المقبل، ولمدة عام على الأقل، سيخضع العالم لتقسيم كوفيدي: منطقة خضراء للبلدان التي عرفت أو تمكنت من تطعيم جزء كبير من ساكنتها ومن السيطرة على الوباء. ومنطقة حمراء حيث سيستمر الفيروس في الانتشار بحرية تقريبًا، مع تلقيح قليل او منعدم. وبالتأكيد منطقة برتقالية بينهما. منطقة مواتية للتجارة والسياحة بفضل الجواز المناعي وبفضل هذا التقسيم، ومنطقة أخرى معزولة ومتروكة لمصيرها.