لم تختلف أجواء أول ليلة من رمضان هذه السنة عن الأجواء التي سادت خلال رمضان من السنة المنصرمة؛ إذ أعاد الأغلاق الليلي أجواء الحجر الصحي الذي فرضته السلطات ابتداء من شهر مارس 2020 جراء انتشار فيروس كورونا.
في مدينة سلا، بدا شارع محمد الخامس الذي كان يشهد حركية كبيرة في ليالي رمضان قبل ظهور جائحة كورونا، فارغا إلا من بعض العابرين الذين يسارعون الخطى من أجل الوصول إلى مقاصدهم.
ولم تختلف أول ليلة من رمضان هذه السنة عن رمضان الماضي الذي طبق فيه الحجر الصحي، سوى بغياب سيارات الشرطة التي كانت تجوب الشوارع من أجل مراقبة مدى التزام المواطنين بالحجر.
وإذا كانت الشوارع الرئيسية فارغة من المارة، بعد قرار السلطات الحكومية تطبيق الإغلاق الليلي خلال شهر رمضان، فإن القرار لم يمنع عددا من المواطنين، خاصة الشباب والمراهقين، من إقامة تجمعات لتجاذب أطراف الحديث أمام أبواب العمارات والبيوت داخل الإقامات السكنية وبالأزقة.
وكانت الحكومة قد قررت تطبيق الإغلاق الليلي الشامل طيلة أيام شهر رمضان الجاري، من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، كإجراء احترازي للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا.
وعبر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن تفهمه لردود الفعل الرافضة لقرار الإغلاق من طرف شرائح واسعة من المواطنين، معتبرا أن حظر التنقل الليلي، باستثناء الحالات الخاصة، ومنع كافة الأنشطة “مؤلم ولكنه ضروري”.
وظهر جليا التأثير الاقتصادي للإغلاق الليلي على المهنيين الذين يزاولون أنشطتهم خلال شهر رمضان، فعلاوة على إغلاق المقاهي والمطاعم لأبوابها، وجد سائقو سيارات الأجرة أنفسهم يجوبون الشوارع لوحدهم.
أمام مقر إحدى وكالات البريد بمدينة سلا، توقف صاحب سيارة أجرة صغيرة، في مشهد لا يحدث عادة، قبالة ثلاثة أشخاص كانوا واقفين على الرصيف، سائلا إياهم إن كانوا يرغبون في نقلهم إلى مكان ما، غير أن أمله خاب عندما رد أحدهم بإشارة من سبّابته بالنفي.
وعاينت هسبريس عددا من سيارات الأجرة الصغيرة تجوب شوارع مدينة سلا وهي فارغة، بينما لجأ بعض أصحاب المقاهي في الأحياء الشعبية إلى تقديم خدمة توفير القهوة “بشكل سري” للراغبين في احتسائها داخل منازلهم.