الجمعة 16 أبريل 2021 – 02:39
كما هو معلوم، فشل المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس فشلا ذريعا في مهمته؛ إذ قضى سنوات عجافا على رأس البعثة انتهت باستقالته من منصبه، ليطرح السؤال عن سبب استمراره كل تلك المدة في هذا المنصب إذا كان سيستقيل في النهاية.
لكن إذا عرف السبب بطل العجب؛ فقد كشف روس مؤخرا عن وجهه الحقيقي ورغبته الحقيقية في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، عندما حجز مكانه وسط مجموعة من “أعداء المغرب”، من بينهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، الذي طرده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من منصبه، مكرسا عقدته تجاه المملكة.
كريستوفر روس الذي خرج من الباب، والباب يسمح بمرور جمل، أراد القفز على موضوع الصحراء من جديد عبر النافذة؛ إذ حاول على هامش ندوة نظمتها جمعية أمريكية معروفة، تحت عنوان “هل ينبغي أن يؤيد الرئيس بايدن قرار الرئيس السابق ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، (حاول) إحياء المقترح القديم الذي يربط تقرير المصير بالاستفتاء.
وقال إن المغرب هو الذي يعرقل الاستفتاء (بل إنه توقع فوز البوليساريو به)، وهو الكلام نفسه الذي تروجه جبهة البوليساريو، بينما الواقع أن “تقرير المصير” له أشكال متعددة، الحكم الذاتي واحد من بينها، ثم إن المواطنين في الصحراء حسموا أمورهم بالانتماء إلى المغرب، من خلال المشاركة المكثفة في العمليات الانتخابية والحياة التنموية اليومية، وحدهم الذين يتشبثون بخرافة حصر تمثيلية الصحراويين في جبهة البوليساريو، يكررون مثل هذا الكلام الذي لا يتطابق مع الواقع.
ولأن الجلسة المشبوهة كانت لها أهدافها، فقد كان من الطبيعي أن تنال الأمم المتحدة وبعثة المينورسو حصتهما من الجلد، لأن كل المتدخلين إما موظفون سابقون في الأمم المتحدة أو “فاشلون” تجاوزهم قطار الأحداث، فأي إضافة يمكن أن يضيفها لملف الصحراء تحالف بولتون وروس باستثناء الإساءة والتشويش على مسار القضية.