الجمعة 16 أبريل 2021 – 12:00
يعيش المغرب موجة ثالثة من كوفيد 19 تتسم بانتشار الطفرة البريطانية من الفيروس بشكل سريع، وهو ما يشكل تحديا جديدا أمام الأطر الصحية.
وقال حمزة الإبراهيمي، الإطار النقابي بالقطاع الصحي: “تعيش الأطر الصحية المنهكة بتوتر وقلق الارتفاع الأخير في المؤشرات الوبائية لفيروس كورونا الذي تسجله منظومة الرصد الوبائي، خاصة مع انتشار السلالات المتحورة الجديدة، التي بدأ يظهر أثر تواجدها مع ارتفاع الحالات الإيجابية المسجلة مؤخرا، وارتفاع معدل الإماتة الأسبوعي، وتسجيل تزايد الحالات الحرجة والخطيرة بأقسام الإنعاش، التي أضحى طبعها الجديد اشتمالها على نسب أكبر من الشباب دون سن الخمسين سنة”.
وتابع المتحدث ذاته ضمن تصريح لهسبريس: “يزداد الوضع قتامة بالنسبة للأطر الصحية عند مطالبتها بتقسيم جهدها المهني بين التكفل العلاجي بالمصابين بمرض كوفيد19 والحفاظ على الخدمات الاستشفائية والعلاجية والوقائية للصحة الجماعية والأمراض المزمنة والعمليات الجراحية، التي تأثرت كلها جراء تعطيل خدماتها الصحية أو تأجيل مواعيد مرتفقيها، كلما ارتفعت حالات الإصابة واكتظت المستشفيات أو ظهرت طفرات جديدة، وهو الأمر الذي يزيد من تأزيم الوضع الصحي للمواطنين الطالبين للخدمات الصحية الاعتيادية”، وأردف: “هي اليوم صرخة إجهاد وإنهاك وإعياء شديد من جميع الأطر الصحية بمختلف فئاتها، التي رابطت في الصفوف الأمامية منذ 14 شهرا إلى اليوم دون يوم راحة فعلي”.
وتطالب الأطر الصحية حسب الإبراهيمي الجميع بالنظر إلى وضعها وملامسة معاناتها، موردا: “لن يتطلب الأمر غير الحفاظ على الممارسات التي تعودنا عليها منذ تفشي الوباء بالاستعمال الدائم للكمامة ووسائل التعقيم وتجنب التجمعات والمخالطة في الأماكن العامة واحترام التباعد الجسدي وتقييدات حالة الطوارئ الصحية التي جنبتنا مقاربتها الاستباقية ويلات الوباء في أوج تفشيه، فكيف لا تحمينا اليوم”.
وأفاد الإبراهيمي بأن هناك “معطيين أساسيين لا يمكن الاختلاف عليهما في مجابهة الأطر الصحية لجائحة كوفيد 19 المترتب عن فيروس كورونا المستجد، أولهما الانخراط الواسع منذ الوهلة الأولى في التصدي للوباء بكل عزيمة وإصرار”، وأضاف: “تابعنا جميعا كيف خضعت الأطر الصحية العاملة في الصفوف الأمامية لتدابير الحجر الصحي الاحترازي بعيدا عن أهلها وذويها لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، كما واكبنا جميعا تعرض العديد من مهنيي الصحة للإصابة بالفيروس، وما خلفه من أوجاع ومآسي داخل القطاع بعد أن فقدنا العديد من الزملاء”.
ينضاف إلى ذلك، حسب المتحدث: “حرمان المهنيين أنفسهم من حقوقهم المشروعة في العطل الإدارية وتعاقب نوبات العمل التي أثقلت كاهل الجميع. أضف إلى ذلك الأثر النفسي العميق الذي يخلقه التعثر المتواصل للحوار الاجتماعي مع الوزارة وتعطل التسوية المالية”.
وختم الإبراهيمي: “كلها عوامل أضفت جوا سلبيا يسوده الاستنزاف المتسم بالاحتراق المهني، وكذا التذمر والسخط والاحتقان في صفوف العاملين في القطاع الصحي العمومي الذين يواصلون رغم ذلك مجهوداتهم في التصدي للوباء في موجته الجديدة داخل مصالح كوفيد، بالإضافة إلى إنجاحهم الحملة الوطنية للتلقيح التي لولا تضحياتهم، والمقاربة الاستباقية للمملكة، لما مكنتنا من تجنب الأسوأ”.