توشك أشغال تشييد السياج الحدودي “الذكي” بثغر مليلية على الانتهاء، بعدما انتهت السلطات الإسبانية من إزالة “الأسلاك الشائكة” بمعبر “تاراخال” وتثبيت العينة النهائية من السياج الجديد في مدينة سبتة المحتلة.

ودفعت أفواج الهجرة الكبيرة التي تعرفها “المملكة الإيبيرية” طيلة الأشهر الأخيرة، بعد التخفيف من الإجراءات الاحترازية بالبلدان الإفريقية، إلى الرفع من وتيره العمل لإنهاء المعبر الحدودي بحلته الجديدة.

وقالت صابرين موه، مندوبية الحكومة المركزية بمليلية، في تصريحات إعلامية تناقلتها وسائل الإعلام الإسبانية، إن “المرحلة الأولى من الأشغال قد انتهت بشكل رسمي، فيما انطلقت المرحلة الثانية التي تهمّ تغطية السياج الحدودي بأسطوانات معدنية بدل الشفرات الحادة”.

وأضافت المسؤولة عينها أن “تقدم الأشغال متواصل بشأن المرحلة الأخيرة قصد إخراج المشروع الجديد إلى حيز الوجود، في ظل الضغط الذي تشكله الهجرة على الحدود”، مشيرة إلى “ضرورة تحديث السياج الحدودي للتجاوب مع المعضلات التي تطرحها الهجرة غير النظامية بالمنطقة، لا سيما أثناء الجائحة”.

ومع تحسّن الظروف الوبائية بشكل نسبي، وما رافق ذلك من تخفيف للتدابير المشددة، عادت الهجرة غير النظامية لتطرح نفسها بشكل قوي على السلطات الإسبانية، ذلك أن تداعيات الفيروس التاجي دفعت المهاجرين إلى ركوب “قوارب الموت” في الأشهر الفائتة، الأمر الذي قلّل من أعداد الوافدين على المعابر الحدودية المغلقة.

وبدأت الحكومتان الإقليميتان بكل من سبتة ومليلية تسجلان ارتفاعا ملحوظا في عدد المهاجرين الذين يحاولون تخطي السياجات الحدودية، التي ما زالت الأشغال مستمرة في بعض محاورها، حيث يتم إحباط محاولات التسلل في كثير من الأحيان نتيجة التجهيزات اللوجستيكية الجديدة.

وتمكن التقنيات الرقمية المعتمدة في المعابر الحدودية من رصد تحركات من يدخل أو يغادر هذه النقاط الحدودية؛ ومن ثمة، مواجهة أعداد المهاجرين المرتفعة، لا سيما القاصرين منهم، بحيث تتمكن الشركات المسؤولة عن الأوضاع الأمنية في المنطقة من معرفة الأشخاص الفارّين ووضع أسمائهم ضمن قوائم سوداء مخزّنة تكون في متناول عناصر الأمن.

وفي سياق متصل، سيتمكّن النظام الإلكتروني الرقمي من استيعاب قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتة، ونحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية.

ويهدف مشروع “الحدود الذكية” إلى استبدال الأسلاك المجهزة بشفرات حادة، التي وضعت خلال حكومة القيادي الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو عام 2005، بوسائل حديثة تتماشى مع التوجه الأمني الإسباني الجديد، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على عمل عناصر الأمن بمختلف المعابر.

hespress.com