الإثنين 19 أبريل 2021 – 04:50
قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، لقد مرت عشرون سنة على اندلاع أخطر انتفاضة لمنطقة القبايل الجزائرية التي خلفت 126 قتيلا والتي عرفت بالربيع الأسود، لما خلفته من جروح ومآسٍ عميقة في نفوس أهل القبايل خصوصا والشعب الجزائري بشكل عام، باعتبارها نقطة سوداء في سجل النظام العسكري الجزائري.
وأوضح بلوان، في حديثه مع هسبريس، أنه “وبغض النظر عن حيثيات ومنطلقات هذه الانتفاضة فإن أسبابها ما زالت قائمة، على الرغم من مرور عشرين سنة من اندلاعها، إذ لم يتوقف فيها الحراك الشعبي في الجزائر ضد الطغمة العسكرية الحاكمة؛ بل تزايدت حدته، بعد أن شمل جميع المناطق الجزائرية ابتداء من فبراير 2018، رافعا شعار الدولة المدنية وتنحية جميع رموز النظام العسكري الفاسد”.
وتابع الخبير في العلاقات الدولية قائلا: “إن استمرار المظاهرات بهذا الزخم وتنوع أشكالها واستقطابها لجميع الفئات الاجتماعية كلها أمور توضح بالملموس حجم الانحباس السياسي لهذا النظام القمعي، كما تبرز إصرار وعزم الشعب الجزائري على التغيير والإصلاح بما يضمن الحقوق والحريات والعيش الكريم”.
وأوضح المتحدث ذاته أنه عموما، وبعد مرور 20 سنة على الربيع الأسود في الجزائر، يمكن تسجيل عدد من الملاحظات؛ منها أن “حركة القبايل شكلت المنطلق الأساسي للانتفاضات الشعبية في الجزائر، بداية من 1980 مرورا بالربيع الأسود في 2001 وصولا إلى تجذر وتوسع رقعة الحراك في 2021؛ وهو ما يفيد بأن الشعب الجزائري ماض في التخلص من العصابة العسكرية الحاكمة”.
ومن بين الملاحظات التي سجلها الخبير هي “طريقة تعاطي النظام العسكري مع مطالب الشعب الجزائري بالأمس هي نفسها اليوم، مما يفسر تحجر عقلية هذا النظام الذي لا يؤمن إلا بالقمع سبيلا وتصدير أزماته الداخلية منهجا وكيل الاتهامات للمغرب والعداء له عقيدة”.
وقال إنه “وفي المقابل تستمر الدبلوماسية المغربية في نهج سياستها المبدئية الأخلاقية بعدم التدخل في الشأن الداخلي للجزائر، وعدم الانجرار في ردود الفعل واستغلال الأوضاع الداخلية المشحونة في تسجيل النقاط، كما يتقن النظام العسكري الذي يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الصحراء المغربية بدعمه لميلشيات “البوليساريو” الانفصالية الإرهابية”.