لم تخل مبادرة نداء المستقبل التي وقعها مغاربة وجزائريون لفتح الحدود بين البلدين من “حسابات سياسية” من الجانب الجزائري، رغم أنها ذات طابع إنساني واجتماعي.
وكانت شخصيات جزائرية ومغربية أطلقت نداء وقع عليه أزيد من 500 شخص من مختلف البلدين، يدعو إلى “فتح معبر بري إنساني للعائلات الجزائرية المغربية لتبادل الزيارات، ومن أجل وضع حد لخطاب الكراهية وفتح قنوات للحوار”.
وكشفت وسائل إعلام جزائرية، أمس الاثنين، أن شخصيات جزائرية انسحبت من هذه المبادرة نظرا لـ “نواياها السيئة والمبيتة”.
وأشارت المصادر ذاتها إلى انسحاب الجزائري بكي بن عامر، الأمين العام لتحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة، من مبادرة نداء المستقبل الموقعة من نخب فكرية وإعلامية من الجزائر والمغرب.
وقال بكي بن عامر في بيان: “اتضح لي اليوم أن بعض المغاربة الموقعين على النداء نواياهم سيئة ومبيتة، ففي الوقت الذي يناشد فيه البيان قيم المحبة والتسامح والإخاء ونبذ الكراهية، راح بعض المغاربة ممن وقعوا البيان إلى بث سمومهم على الجزائر من خلال منشورات مغرضة هدفها النيل من بلدي”.
وأضاف أنه لن ينخرط في أي مبادرة “ما لم تكن النوايا صادقة تترجم حقيقة صدق الشعوب المغاربية”.
وبحسب المصادر الجزائرية، فقد انسحب من المبادرة أيضا المحامي الجزائري جمال خدير، والناشط المدني صلاح الدين سكريت.
ويبدو أن وسائل إعلام جزائرية مقربة من النظام العسكري قادت حملة ضغط من أجل انسحاب أسماء جزائرية من المبادرة المشتركة مع المغاربة؛ إذ حذرت صحيفة “الشروق” من “توجيه الموقعين المغاربة للجزائريين واستغلالهم من طرف جهات معادية للشعب والحكومة الجزائرية”.
واعتبر نوفل البوعمري، منسق المبادرة عن الجانب المغربي، أن ردود الفعل هذه كانت منتظرة “لمحاولة نسف المبادرة من الداخل”.
وقال البوعمري في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “نحن نعي جيدا الفخاخ التي قد توضع في وجه هذا النداء وهذه الدعوة، لأن هناك من يُخيفه مطلب فتح الحدود بشكل عام، وخاصة عندما يكون مدخله إنسانيا”.
وأضاف منسق المبادرة: “شخصيا، لا بد أن أتفهم بعض ردود الفعل هذه، وإن كان الأمر يتعلق بشخص واحد أصدر بيانه لمبررات غير مفهومة، هو بكي بن عامر، وهو من حقه الانسحاب وتغيير موقفه، ولن نحرجه بطرح حقيقة دواعي هذا الانسحاب وما الذي تغير في مضمون المبادرة”.
وأوضح البوعمري قائلا: “نحن أطلقنا مبادرة للمستقبل ونعتبر أنها قد حققت أهدافها من خلال كل هذا النقاش الذي خلقته والجمود الذي حركته، خاصة في الداخل الجزائري، لذلك فهذا التشويش عادي ولا تعليق عليه. ونحن ما زلنا سنعلن على خطوات مستقبلية تتماشى ومضمون النداء”.